أعربت عدة أسر فيتنامية عن خشيتها من أن يكون أحد أقاربها من بين الـ 39 مهاجراً الذين تم العثور على جثثهم في شاحنة ببريطانيا، فيما كانت أحد الضحايا قد بعثت سلسلة مروعة من الرسائل النصية إلى عائلتها تخبرهم فيها أنها تحتضر.
أعربت عدة عائلات فيتنامية يوم السبت (26 تشرين الأول/أكتوبر 2019) عن قلقها أن يكون أحد أقاربها من بين الضحايا الذين عثر على جثثهم في شاحنة شرق لندن. وقد اعتقدت الشرطة في بادئ الأمر أن جميع الضحايا الذين وجدوا داخل “شاحنة الموت” كانوا صينيين، غير أنها قد أعلنت لاحقاً أن تلك الاستنتاجات غير دقيقة وأن التحقيقات لا تزال مستمرة.
وقالت السفارة الفيتنامية في لندن إنها اتصلت بالشرطة أمس الجمعة بشأن امرأة مفقودة يُعتقد أنها إحدى الضحايا بعد أن أبلغتهم أسرة في فيتنام عن ابنتهم المفقودة منذ العثور على الشاحنة. وذكرت السفارة الفيتنامية أنها تعمل مع السلطات البريطانية في هذه القضية.
وقٌدر أن ما يصل إلى 10 من الضحايا في الأصل من فيتنام، وفقاً لتقارير غير مؤكدة. فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنها كانت على اتصال مع 6 عائلات فيتنامية، وجميعهم يعتقدون أن أقرباءهم من بين الضحايا الـ39 الذين عثر عليهم في منطقة غريز التابعة لمقاطعة إسيكس.
وقال والد شاب فيتنامي إنه يخشى من أن يكون ابنه من بين الضحايا. وقال لوكالة (أ. ب) إنه لم يتمكن من التواصل مع ابنه منذ الأسبوع الماضي.
“حصل شيء غير متوقع”
وقال الرجل: “كان ابني يتصل عادة بالمنزل، لكنني لم أتمكن من الوصول إليه منذ آخر مرة تحدثنا فيها الأسبوع الماضي(…). أخبرته أنه بإمكانه الذهاب إلى أي مكان يريده إن كان آمناً. وألا يقلق بأمر المال، سأتولى ذلك”. وأوضح والد الشاب أن ابنه الذي يبلغ من العمر (20) عاماً قد غادر منزله في مقاطعة “ها تينه” بوسط فيتنام للعمل في روسيا في عام 2017 ثم إلى أوكرانيا. ووصل إلى ألمانيا في أبريل 2019 قبل أن يشق طريقه مجدداً إلى فرنسا، حيث يعيش في بشكل غير شرعي منذ عام 2018.
وأخبر الشاب عائلته أنه يريد الذهاب إلى المملكة المتحدة وأنه سيدفع ما يقارب الـ (12،700 يورو). وفي الأسبوع الماضي، أبلغ والده أنه يريد الانضمام إلى مجموعة في باريس كانت تحاول دخول إنكلترا. ومنذ عدة أيام تلقى والد الشاب مكالمة من رجل فيتنامي قال له: “تقبل عزائي.. لقد حدث شيء غير متوقع”. وقال والد الشاب إنه قد سقط أرضاً عند سماعه للخبر.
” لا أستطيع التنفس”
قالت هوا نغيم، ناشطة في مجال حقوق الإنسان في فيتنام، إن عائلة شابة تبلغ من العمر (26) عاماً تعتقد أنها كانت داخل الحاوية أيضاً. إذ أرسلت الشابة فام ثي ترا ماي رسالة نصية إلى والدتها قائلة إنها تكافح من أجل التنفس في الوقت الذي كانت فيه الشاحنة بالطريق من بلجيكا إلى بريطانيا.
وتقول الرسالة االنصية: “آسفة جداً أمي، آسفة جدا أبي. رحلتي إلى خارج اباءت بالفشل… سأموت لأنني لا أستطيع التنفس”. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي ) إن أسرتها دفعت 30 ألف جنيه إسترليني (38 ألف دولار) لمهربي البشر لقاء رحلتها إلى بريطانيا.
التحقيقات مستمرة
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ في مؤتمر صحفي في بكين أمس الجمعة بأن بريطانيا لم تؤكد رسمياً هوية أو جنسيات الضحايا.
وتقول شرطة مقاطعة إسكس إنها ألقت القبض على رجل وامرأة، كلاهما يبلغان (38) عاماً، في بلدة وارينجتون شمال غرب البلاد، للاشتباه في قيامهما بـ”التآمر لتهريب البشر وللاشتباه في ارتكابهما 39 جريمة قتل غير العمد”.