«طاحونة» الإعلام السوري ..لـ: راشد عيسى
تضيف قناة «الإخبارية السورية» إلى رصيدها المثقل بما يمكن وصفه إعلام المجزرة، مقابلة مع اللبناني سالم زهران، يقول فيها عن ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ من المحتمل، وفق خطة روسية حسبه، أن يعودوا في غضون سنة ونصف، إنهم «بحاجة لإعادة تربية»، و«بدّك تربي البيّ والأم والولد». وهو يقترح لذلك إعادة تفعيل منظمات «الطلائع» و»الشبيبة» «لإعادة تربية الجيل السوري الناشىء».
ويتابع على إيقاع هزة رأس المذيعة، التي تختم على أقواله بكلمة «صحيح»، مجيباً عن سؤال يتعلق بالوضع في مدينة إدلب «أنصح الإخبارية بعمل وثائقي عن تدوير النفايات والمسلحين. التجميع والفرز، ثم الطحن. هناك جزء بيتدوّر، وجزء بدّو ينطمر ما إله غير حل. المرحلة الأخيرة في إدلب هناك عشرات إن لم نقل مئات الآلاف، إنتِ بحاجة تزنريهم، تحاصريهم، يفجروا بعضهم البعض بالمجتمع، بالمال، بالقتال، من بعدها بتفوتي عالمرحلة التانية، مرحلة الطحن».
هذا هو العقل الذي يحكم البلاد، حيث أجندة النظام الوحيدة هي الطحن، وهذا كان اقتراحه على الدوام، في مرحلة الضعف كما في أوج قوته.
الأخطر في مقابلة زهران هو أن نظرية الطحن تأتي على التلفزيون الرسمي للنظام، أي أنها تعبر تماماً عن سياسته، وهي ليست مجرد يوتيوب غير مسيطر عليه، إن كان هناك حقاً أشياء خارج الرقابة والسيطرة تحت سقف النظام. الطحن لا يمكن أن يكون سياسة مؤسسة رسمية تمثل الدولة، فهذه اللغة (الطحن والتدوير والطمر) لا يمكن أن تأتي إلا من فرع مخابرات دموي ومتوحش حمل اسم «الطاحونة»، واشتهر مع اندلاع الثورة في البلاد.
طحن في إدلب، وفي مناطق النظام الآمنة إعادة تربية بسلاح طلائع البعث وشبيبته. إنهما وجهان للعملية ذاتها. تلفزيون النظام ليس سوى جزء من الطاحونة، ليس سوى تلك «الطاحونة».