في معرض دمشق الدولي، الذي افتتح ليل الخميس الماضي، بقدر الضخ الدعائي الذي رافق عودة المعرض العام الماضي، بعد ست سنوات من التوقف.لكن إعلام النظام السوري، ما زال يبيع الوهم لجمهوره، وبالتحديد الحديث المبالغ فيه عن الطائرة “سحاب 73″ كأول” طائرة سورية محلية الصنع”.
ومنذ الكشف عن الطائرة، امتلأت وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية بعشرات مقاطع الفيديو والتقارير التي تصف الطائرة بأنها “أحدث ما توصل له الطيران” وأنها تضاهي “المقاييس العالمية”، ليربط ذلك الإنجاز “الخارق” بصمود الجيش السوري ضد “الإرهاب” خلال السنوات الماضية، ويصبح بالتالي دليلاً على “انتصار” النظام و”صموده” ضد “المؤامرة الكونية”.
المشكلة ليست في تصنيع الطائرة بحد ذاته، بل في تقديمه وكأن النظام السوري صنع مركبة فضائية سبق بها وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إلى المريخ أو زحل. فقناة “الإخبارية السورية” على سبيل المثال، وصفت الطائرة بأنها “معجزة هندسية حاكت حروفها عقول سورية” وقالت أن الطائرة هي “الأحدث في عالم الطيران”.
وبعكس الوهم السابق، تعتبر “سحاب 73” من الطائرات الخفيفة بمقعدين، طيار وراكب، ويمكن استخدامها بشكل أساسي بالتدريب الأولي للطيارين، وفي نوادي الطيران غير الموجودة حالياً في سوريا. واستغرق تصنيعها عشر سنوات كاملة، حيث بدأ المشروع العام 2008، حسبما نقلت وسائل إعلام موالية للنظام، “برعاية المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، وبمشاركة خريجي المعهد والجامعة وأكاديمية الأسد ومجموعة أخرى من المهندسين والفنيين”.
وكانت مواقع معارضة للنظام سربت عام 2016، أنباء عن الطائرة نفسها، أنه تم إنتاج أول نموذج تجريبي لطائرة مسيرة في إيران بالشراكة مع النظام السوري، تحت اسم “سحاب”.