شدد وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، الأربعاء، على أنه من غير الوارد ترحيل السوريين خارج تركيا، وأن المهلة الممنوحة لتسوية أوضاع السوريين في إسطنبول مددت إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
جاء ذلك في لقاء عقده صويلو في إسطنبول مع الصحفيين الأجانب، وفيه أكد “لا يمكن ترحيل السوريين نهائيا ما لم يكن الشخص هو من يطلب العودة طوعا، تركيا تضع المعايير الدولية في التعامل مع اللاجئين، ومنذ بداية لجوء السوريين عملت تركيا على استراتيجية تسجيلهم وتحديث بياناتهم لاحقا، ولا تزال العمليات مستمرة”.
**مشاريع دمج وانسجام للسوريين
وأضاف: “الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ مشاريع دمج وانسجام للسوريين في 7 مناطق، عبر لقاءات تجري في الأحياء السكنية، وليس هناك اي تغير في استراتيجية تركيا في عدم ترحيل من دخلها بشكل نظامي”.
ولفت إلى أنه “في إسطنبول منع فيها تسجيل مزيد من السوريين، وطلبنا منهم العودة لولاياتهم المسجلين فيها، ولن يتم ترحيلهم خارج البلاد، وهذا أمر غير ممكن أبدا”.
صويلو تحدث عن جهود تركيا لتوفير الاستقرار ودعم عودة اللاجئين، وقال “نحن نحاول حل المشكلة وتأمين الاستقرار في المنطقة، وندعو المجتمع الدولي لدعم مساعي تركيا في الاستقرار بعد أن نفذت تركيا عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات(بشمال سوريا)”.
الوزير استطرد متحدثا عن عدم إمكانية ترحيل السورين بقوله “السوريون جاء 64٪ منهم من حلب، و8٪ من إدلب ومثلهم من الحسكة، و5٪ من الرقة، ومثلهم من ديرالزور، و4٪ من دمشق ومثلهم من حماة، و2٪ من حمص، ومن بقية المناطق، هذه المناطق 17٪ منها فقط تحت سيطرة قوى المعارضة والقوات التركية الداعمة لمقاتلي الجيش الحر، و66٪ مع النظام، و17٪ مع تنظيم (ي ب ك) الإرهابي”.
وتابع متحدثا: “هل سنقول للسوريين عودوا لهذه المناطق لتموتوا؟ لسنا من هذه الأمة التي تفعل ذلك، وفي التاريخ استقبلت المنطقة كثيرين هاربين من الحرب من جورجيا والبلغار كذلك، وبعد الخميسنات من القرن الماضي جاؤوا من يوغسلافيا واليونان وغيرها، وكذلك الأكراد الهاربين من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، استقبلتهم تركيا، قدمت تركيا درسا في الانسانية في العالم”.
وزاد: “في إسطنبول حاليا هناك مخطط لاستيعاب عدد محدد من السوريين، لا يمكن استيعاب المزيد، وكل ولاية لديها خطة لاستيعاب اللاجئين وتقديم الخدمات لهم، فمن يدرس في إسطنبول يمكنه البقاء فيها”.
وأكد أن “ما يستدعي قدوم اللاجئين بكثرة لإسطنبول من كافة الجنسيات، ويجذبهم بشكل كبير، هو العمل بشكل غير مشروع، نحن سنعمل على تطبيق القوانين دون التخلي عن إنسانيتنا”.
ولفت إلى أن “96٪ من أبناء السوريين في تركيا يدرسون في المرحلة الابتدائية، وأكثر من 60٪ في التعليم المتوسط، وفي الثانوية أقل من ذلك، وهذا أمر جيد، تركيا أسست إدارة الهجرة، ورغم حداثة عهدها فإن عملها جيد ومتطور، وتم إصدار التعليمات التنفيذية من اجل اللاجئين في المستقبل ودمجهم، وتم تنظيم وجود اللاجئين وسيستمر العمل على ذلك”.
وأوضح أن “كل عام تشهد تركيا تسجيل مزيد من السوريين، هذا العام فقط تم تسجيل 70 ألف شخص، ولا يزال هناك قدوم من سوريا، وحتى الآن يجب معرفة كيف سيتم استقبالهم، ومن هذا كان التشجيع على العودة عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون عبر مناطق آمنة، عاد بالفعل 347 ألف شخص بشكل طوعي، وادعاءات إجبارهم على توقيع عودتهم غير صحيحة”.
وفي نفس الإطار قال “سمحنا في العيد بعودة السوريين لداخل سوريا، ليروا أوضاع الحياة هناك، تشجيعا للعودة وهكذا كانت زيارات العيد، وفي عيد الأضحى الماضي زار تلك المناطق أكثر من 40 ألفا”.
وردا على سؤال عن الولايات الأخرى التي سيتم تنظيم تواجد السوريين فيها، كما يحصل في إسطنبول قال صويلو “ولايتي بورصا وأنقرة ستكون في المرحلة المقبلة في عملية التنظيم، وهي ولايات تجاوزت استيعابها أيضا من السوريين، بدأ العمل في انقرة أمس، وسيبدأ العمل في بورصا الأسبوع المقبل، ويشمل التنظيم التدقيق في التسجيل في الولايات، والتدقيق في موضوع إذن العمل، واللوحات التجارية”.
وكالة الأناضول