لقد بدأ سريان التعريف الجديد للكيلوغرام، الذي تم تبنيه خلال المؤتمر العام للأوزان والمقاييس في مؤتمر دولي عقد في نوفمبر-تشرين الثاني الماضي في فرساي بفرنسا، يوم الاثنين. وبدلا من أن يعتمد الكيلوغرام على الوحدة الرسمية لقياس الكتلة في العالم، أي النموذج الدولي للكيلوغرام وهي الأسطوانة اللامعة المصنوعة من البلاتين والإيريديوم والموضوعة تحث ثلاث حاويات زجاجية مغلقة على شكل جرس داخل المكتب الدولي للأوزان والقياسات في سيفر غرب العاصمة الفرنسية باريس منذ العام 1889، وسيتم تعريف الكيلوغرام بقيمة أساسية صغيرة غير قابلة للتغيير تسمى “ثابت بلانك”.
أندي هينسون، المدير بالمكتب الدولي للأوزان والمقاييس في سيفر قال: “في كل مرة يمكننا تقليص أوجه عدم اليقين في القياس، نفتح الفرص أمام الناس للابتكار”، مضيفا: “من الأحسن أن نتمكن من قياس مختلف الأشياء التي يمكن قياسها”.
وحسب هينسون، فقد تمّت إعادة تحديد الكيلوغرام من أجل إنشاء معيار دقيق لا تتغير قيمته. فقد أدى أكثر من قرن من عمليات التنظيف والتعرض للهواء في فقدان النموذج الأولي الفرنسي الأصلي، المعروف بالنموذج الدولي للكيلوغرام، لحوالي 50 ميكروغرام. فالكيلوغرام الكبير يزداد وزنه وينقص، لأنه عند الحفظ يلتقط البلاتين ملوثات من الهواء وتصبح الأسطوانة أثقل نسبيا، وعند تنظيفه يفقد الكيلوغرام وزنه بسبب التخلص من بعض الشوائب الخفيفة وبالتالي يصعب قياس الأثر النهائي.
لكيلوغرام الجديد لا يعتمد على كائن مادي بل يستند إلى ثابت رياضي، وهو لا يخضع للتغييرات، وبالرغم من أن 50 ميكروغراما لا تبدو كبيرة، فقد أكد جون برات، وهو مهندس بالمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا في غايثرسبيرغ، بولاية مريلاند أن التعريف الأكثر دقة سيحدث فرقا كبيرا للباحثين الذين يعملون بكميات ضئيلة من الأدوية والمركبات المشعة وغيرها من المواد التي تتطلب دقة النانو.
ولكن ماذا يعني الكيلوغرام الجديد بالنسبة لنا؟ الخبراء يؤكدون أنّ الأمور لن تتغير ولا داعي إلى الذعر، فالأمور قد صممت بشكل لن يلاحظه معظم الناس، وبعبارة أخرى، فإن الكيلوغرام وسعره في المتاجر لن يتغيرا لأن الكيلوغرام بشكله الجديد لن يؤثر على الميزان الذي نستخدمه لقياس وزننا أو الأشياء التي نشتريها، وإنما ستكون له تطبيقات عملية في الأبحاث والصناعات التي تعتمد على القياس الدقيق.
الكيلوغرام ليس التعريف “القديم” الوحيد الذي يسير نحو الاندثار، فهناك تعارف ومصطلحات جديدة ستتغير على غرار الأمبير والدرجة والجزيء، وهي وحدات أخرى فيما يعرف بالنظام الدولي للوحدات.
لكن مصطلح الكيلوغرام ووحداته لن تندثر بسهولة في مختلف البلدان وخاصة بالولايات المتحدة حيث أكد المهندس جون برات أن المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا في غايثرسبيرغ، بمريلاند سيواصل العمل بها واستخدامها كمعيار للكيلوغرام.
وعلى ما يبدو سيستغرق الأمر بعض الوقت لكي يؤمن الناس بالتعريف الجديد للكيلوغرام، لأن الأمر يتطلب الكثير من الوقت.