الهموم الداخلية تطغى على كلمة ميركل بمناسبة العام الجديد
تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد (31 كانون الأول/ديسمبر 2017) بمواجهة الانقسامات الاجتماعية المتفاقمة في إطار سعيها الحثيث لتشكيل حكومة مستقرة، فيما تتعرض لضغوط منذ ثلاثة أشهر لفشلها في تشكيل ائتلاف حاكم جديد. وحددت المستشارة أولوياتها الأساسية في كلمتها بمناسبة العام الجديد وهي زيادة الاستثمارات في الأمن والدفاع وتحسين الرعاية الصحية والتعليم وبذل الجهود لتجاوز التفاوت المتزايد بين الريف والحضر.
وقالت ميركل “إن العالم لا ينتظرنا. يجب أن نخلق الظروف، التي تضمن استمرار ازدهار ألمانيا خلال عشرة أعوام أو خمسة عشر عاما. ولن تزدهر ألمانيا إلا إذا كان نجاحها يخدم كل الناس ويحسن حياتنا ويثريها”.
وذكرت ميركل أن المزيد من الألمان يشعرون بالقلق على التماسك الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى وأن بعضهم يثني على تنوع وانفتاح المجتمع الألماني فيما عبر آخرون عن مخاوفهم من تنامي الجريمة والعنف واشتكوا من نقص عدد الأطباء في المناطق الريفية كما يساورهم القلق حيال إدارة تدفق المهاجرين.
واقتصادياً، قالت ميركل إنه يتعين على الشركات الاستثمار أكثر في البحث العلمي والتكنلوجيا الجديدة، وذلك لجعل ألمانيا “رائدة في الرقمنة”، على حد تعبيرها. وشددت المستشارة على أن اقتصاد السوق الاجتماعي سيبقى “البوصلة”. كما ركزت على أنه يجب إيلاء أهمية للأسرة وتخفيف الأعباء المادية عليها.
وأشارت ميركل إلى أنها تتمنى أن يشهد العام الجديد تعزيز الروابط التي يلتف حولها الألمان بما في ذلك احترام الآخر والكرامة للجميع وهما من المبادئ الأساسية لدستور البلاد، الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية.
وتحاول ميركل التي تسعى لولاية رابعة لها في المنصب إقناع “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، المنتمي ليسار الوسط، بتشكيل “الائتلاف الكبير”، الذي حكم البلاد في الأعوام الأربعة المنصرمة، رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الكتلتان السياسيتان في انتخابات 24 أيلول/ سبتمبر الماضي. وسيكون البديل هو تشكيل حكومة أقلية أو إجراء انتخابات جديدة قد تؤدي إلى المزيد من المكاسب لـ”حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي الذي دخل البرلمان للمرة الأولى وسط مخاوف بشأن القرار، الذي اتخذته ميركل في 2015 بفتح أبواب ألمانيا أمام أكثر من مليون مهاجر أغلبهم من المسلمين