اللاجئون السوريون بلبنان معاناة مستمرة
يجري اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية المشرف على مخيم الريحانية في منطقة عكار شمالي لبنان اتصالات بالمعنيين للعدول عن تنفذ قرار إخلاء المخيم خلال أيام, مما يهدد بتشريد ما يقارب 280 عائلة معظمها من النساء والأطفال.
تجلس أم أحمد أمام خيمة تقطنها منذ ثلاث سنوات تفكر في مكان تلجأ إليه مع أطفالها الأربعة، فالأرملة الأربعينية لم تتمكن من حبس دموعها بعدما تم تبليغها مثل غيرها من لاجئي مخيم الريحانية بضرورة المغادرة خلال أيام.
إنذار شفوي أبلغه أحد رجال الأمن إلى إدارة مخيم الريحانية شمالي لبنان كان كافيا ليشكل صدمة لسكان المخيم من اللاجئين السوريين.
وقالت أم أحمد إن السلطات اللبنانية طلبت منهم الرحيل لأسباب مجهولة، مؤكدة أن لا مكان تلجأ إليه لأنها لا تعرف أحدا في لبنان ولا تملك ثمن إيجار مسكن آخر.
احتضان اللاجئين
وأعربت أمها عن أملها في أن يقوم “الأشقاء اللبنانيون” باحتضان “إخوانهم اللاجئين السوريين” وتقديم يد العون لهم في محنتهم.
يعتبر مخيم الريحانية للاجئين السوريين في منطقة عكار شمالي لبنان أكبر مخيم في المنطقة, ويضم ما يقارب 280 عائلة معظمها عائلات فاقدة للمعيل، ويشكل الأطفال والنساء نحو 80% من مجموع نزلاء المخيم، إضافة إلى وجود العجزة.
وتتحسر نغم ابنة السنوات العشر على ابتعادها عن صديقاتها إذا تم تنفيذ قرار إخلاء المخيم من قاطنيه، فهي اعتادت الذهاب إلى مدرسة المخيم واللهو مع زميلاتها, وتوجهت نغم برجاء إلى السلطات اللبنانية تطلب منها العدول عن هذا القرار.
أما حسن الشاب الثلاثيني المعاق فهو الآخر لا يجد مكانا يلجأ إليه لأنه لا يملك المال، وقال إن عملية الإخلاء هذه كبيرة كونها ستشمل مئات العائلات وليست لبضعة أشخاص.
الإنذار بإخلاء مخيم الريحانية ليس الأول من نوعه في لبنان، فقد سبق أن تم إخلاء مخيمات عشوائية في مناطق أخرى لأسباب إما أمنية وإما قانونية.
تأمين سكن
وأبدى مدير البرامج والمشاريع في اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان عبد الرحمن درويش أمله في أن تفلح الاتصالات الجارية في ثني السلطات المعنية عن تنفيذ قرارها بإخلاء مخيم الريحانية.
وقال درويش في حديث للجزيرة نت إن الاتحاد تبلغ من وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنه لا يوجد أي إمكانية لدى الجانبين لتأمين مكان بديل لسكان المخيم.
وحذر درويش السلطات اللبنانية من أن يتسبب إخلاء المخيم في أزمة مزدوجة إنسانية وأمنية مع وجود حوالي 1100 شخص على الطرقات ودون أي مأوى.
كما لفت أيضا إلى وجود مشكلة متعلقة بحقوق الطفل كون المخيم يضم ما يقارب 440 طفلا هجّروا من بلدهم وهم الآن معرضون للتهجير مجددا مع ما يطرحه ذلك من أزمات تتصل بالصحة والتعليم.