الرضيع “كريم” السوري.. حكاية نزوح وفقد في شهره الأول

[dt_fancy_image image_id=”58695″ onclick=”lightbox” width=””]

الرضيع "كريم" السوري.. حكاية نزوح وفقد في شهره الأول

الولادة في منطقة محاصرة تتعرض للقصف تعد بداية حياة سيئة، لكن الأكثر سوءًا أن يولد الطفل في عائلة نازحة، فاقدا أمه، ومصابا بجروح أفقدته إحدى عينيه، وكل ذلك في الشهر الأول من عمره. 

هذه باختصار بداية حياة الرضيع السوري “كريم عبد الرحمن” (شهران) الذي يعيش في غوطة دمشق الشرقية، إذ أصيب بعد شهر من ولادته، بقصف مدفعي للنظام السوري على سوق بلدة حمورية (وسط). 

وبينما كان مع والدته، وقع القصف، فقتلت وأصيب هو بجراح خطرة، فقد على إثرها إحدى عينيه، وأصيب بكسر في الجمجمة. 

[dt_fancy_image image_id=”58697″ onclick=”lightbox” width=””]

ويعيش كريم الآن في بلدة “بيت سوى” التي نزحت إليها عائلته في الغوطة. 

وتعاني العائلة من فقر شديد، بعد أن فقد الوالد أرضه الزراعية، التي كانت تعتاش منها العائلة في “بلدة القيسا” في أعقاب نزوحه منها عام 2013، إثر معارك في محيطها بين النظام وفصائل المعارضة، وهو الآن عاطل عن العمل في ظل الحصار. 

ويبقى بصيص الأمل المضيء في حياة كريم، جدته التي ترعاه، وأخوته الأربعة الذين يلتفون حوله دائما ويهتمون به، ويمنحونه شيئا من الحنان الذي فقده برحيل أمه. 

ويقول والد كريم لمراسل الأناضول، إن زوجته توفيت قبل نحو شهر، عندما كان كريم في شهره الأول. 

وبحزن تملؤه العَبرة، يضيف: “كريم يحتاج رعاية خاصة أنا حزين لأنه سيعيش طوال حياته بلا عين، وبجمجمة مصابة”. 

ونظرا للوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه المنطقة نتيجة الحصار، يجد الوالد صعوبة في الحصول على العمل لتوفير الرعاية اللازمة لكريم، واحتياجات إخوانه. 

وبالعودة إلى يوم الحادث، تروي أم أحمد، زوجة عم كريم، والتي أصيبت هي أيضا بجروح بالغة جرّاء القصف، تفاصيل القصة للأناضول. 

وتقول: “ذهبنا لجلب الطحين وعندما وصلنا ساحة السوق سقطت قذيفة أمامنا”. 

وتتابع أم أحمد: “وقع الجميع على الأرض، بما في ذلك العربة التي كنت أُقل بها كريم”. 

“أٌصبت في قدمي، لكنني واصلت السير نحو أم كريم التي كانت مستلقية وجميع أحشائها على الأرض، فشعرتُ بخوف وهلع شديدين”، تضيف أم أحمد. 

عقب القصف، جاءت سيارات الإسعاف وحملت أم كريم إلى المستشفى، لكنها كانت قد فارقت الحياة، أما كريم فأصيب برأسه. 

وتتابع: “أُصبت بكسر في يدي وجرح في القدم وصل العظم، كما أنني أخضع لعلاج عصبي”. 

وشكت “لا تتوفر الأدوية والوضع الاقتصادي ضيق.. حسبي الله ونعم الوكيل”. 

ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية، في ظروف إنسانية مأساوية؛ جراء حصار قوات النظام السوري على المنطقة والقصف المتواصل عليها، منذ قرابة 5 سنوات. 

ومنذ قرابة 8 أشهر، شدّد النظام السوري بالتعاون مع مليشيات إرهابية أجنبية، الحصار على الغوطة الشرقية، وهو ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عن المنطقة. ‎ 

يشار إلى أن سكان الغوطة كانوا يدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء حتى أبريل/ نيسان الماضي، قبل إحكام النظام حصاره على المدينة.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية