اتفاق بين ترامب وبوتين بشأن سورية
● لا حل عسكرياً للأزمة برغم التقدم الميداني للأسد… و«مؤتمر جنيف» يتقدم على حساب «سوتشي»
● البيان الأميركي – الروسي المشترك يؤكد ضرورة خروج جميع الميليشيات والمقاتلين الأجانب من سورية
توصل الجانبان الأميركي والروسي، ممثلين بالرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، إلى اتفاق بشأن سورية، يعيد تأكيد أولوية هزيمة «داعش»، لكنه يشدد على أنه لا حل عسكرياً للأزمة، وذلك في ظل تقدم نظام الأسد الميداني، كما أنه يتضمن تراجعاً روسياً عن فكرة التوصل إلى اتفاق أمر واقع سياسي.
في خطوة وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها مهمة للغاية، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها ستنقذ آلاف الأرواح، توصلت الولايات المتحدة وروسيا الى بيان مشترك حول الأزمة في سورية.
وبعد لقائهما المقتضب على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في مدينة دنانهي بفيتنام، وقع ترامب وبوتين على بيان مشترك أعده الخبراء الروس والأميركيون وأقره وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون خلال لقائهما في فيتنام أمس.
لا حل عسكرياً
وفيما تقترب القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، المدعومة من روسيا وإيران وميليشيات شيعية لبنانية وعراقية وأفغانية، من حسم الأوضاع الميدانية، بعد انهيار شبه تام للمعارضة السورية المسلحة، أكد البيان الأميركي ـ الروسي أنه لا حل عسكريا للأزمة، الأمر الذي يعني أنه حتى لو حسم الأسد النزاع العسكري، فإن ذلك لن يكون كافياً.
مؤتمر جنيف
وبعد أن أوحت موسكو في الأسابيع الماضية أنها ذاهبة الى فرض حل سياسي على مقاس حلفائها بعد إمساكها تقريبا بكافة الخيوط في سورية، وكانت على وشك تنظيم مؤتمر في حميميم ثم نقلته الى سوتشي، واستطاعت أن تنتزع تحت الضغط الميداني موافقة شرائح سورية مختلفة على حضوره، بدا أن موسكو تتراجع خطوة، إذ أكد البيان الروسي ـ الأميركي أن «التسوية السياسية النهائية للنزاع في سورية يجب أن تتبلور خلال مباحثات جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254» وأن أي اتفاق يجب ان يحظى برعاية دولية.
وأكد البيان أن هذه الخطوات تعني «التنفيذ الكامل للقرار الدولي رقم 2254، بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات الحرة والعادلة، برعاية منظمة الأمم المتحدة، ووفقا لأرقى معايير الشفافية والدقة المعمول بها دوليا، ومنح كافة السوريين بمن في ذلك السوريون في الخارج حق المشاركة فيها».
وشدد البيان على «ضرورة احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وطابعها العلماني، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة»، داعيا جميع الأطراف السورية الى «المشاركة بنشاط في العملية السياسية بجنيف، ودعم الجهود الرامية الى ضمان نجاحها». وأبرز الرئيسان بوتين وترامب أهمية إنشاء مناطق خفض التوتر كإجراء مؤقت لتخفيض العنف في سورية وتنفيذ التفاهمات حول وقف العمليات القتالية وتحسين الوضع الإنساني وخلق الظروف الملائمة للتسوية السياسية للنزاع. وذكر البيان أن الجانبين ناقشا ايضا سير تنفيذ قرار إنشاء منطقة لخفض التوتر في جنوب غرب سورية التي تم الاتفاق حولها خلال اللقاء الثنائي في السابع من يوليو في هامبورغ، ورحبا باتفاق المبادئ الذي أبرمته روسيا والولايات المتحدة الأميركية والأردن. وأضاف البيان أن هذا الاتفاق يعزز نجاح جهود وقف إطلاق النار، وتقليص ورحيل القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب خارج حدود هذه المنطقة بهدف توطيد الأمن هناك، في إشارة تشمل عناصر الميليشيات الشيعية التي تدعم الأسد، وأيضا المقاتلين الجهاديين الاجانب المعارضين للأسد.
ولفت الى ان مركز الرقابة في عمان الذي أقيم بمشاركة خبراء من روسيا والأردن والولايات المتحدة الأميركية سيواصل عملية الرقابة على وقف إطلاق النار في المنطقة المذكورة.
هزيمة «داعش»
وأكدا الزعيمان عزمهما إلحاق الهزيمة بما يسمى تنظيم «داعش»، مرحبين بنجاح العمل المشترك على تجنب الحوادث الخطيرة بين القوات الروسية والأميركية في سورية.
واتفق بوتين وترامب على الحفاظ على قنوات الاتصال من أجل ضمان أمن وسلامة القوات الروسية والأميركية التي تقاتل ضد «داعش»، مؤكدين أن هذه الجهود ستتواصل الى ان يتم القضاء على «داعش».
ترامب وبوتين
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، إن الاتفاق الذي توصل إليه مع بوتين بشأن سورية سينقذ عددا هائلا من الأرواح.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أثناء تحركها من مدينة دانانغ التي شهدت انعقاد القمة إلى هانوي عاصمة فيتنام «توصلنا إلى الاتفاق بسرعة بالغة… سينقذ هذا عددا هائلا من الأرواح».
وأشار ترامب إلى أن بوتين أكد مجددا أنه لم يتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت العام الماضي، مشددا على أهمية وجود علاقة طيبة مع روسيا.
من ناحيته، قال الرئيس الروسي إن محاربة الإرهاب في سورية في ميدان القتال تشرف على الانتهاء، مؤكدا أنه يجب تهيئة الظروف للعملية السياسية.
وأضاف بوتين، في فيتنام، أن محاربة الإرهاب ستستمر بجهود مشتركة لروسيا والولايات المتحدة، مؤكدا ضرورة تعزيز الاتفاق حول مناطق خفض التصعيد في سورية لبدء العملية السياسية. وأوضح الرئيس الروسي أن البيان المشترك مع ترامب بشأن سورية مهم للغاية، ويؤكد مبادئ الحرب على الإرهاب، مؤكدا أن المهم الاتفاق على سيادة سورية والتسوية السياسية. وأشار بوتين إلى أنه أجرى حوارا طبيعيا مع ترامب خلال قمة في فيتنام، ووصف ترامب بأنه متحضر ومثقف ومريح في التعامل معه.
وأوضح أن اجتماعا ثنائيا مقترحا مع ترامب خلال قمة «آبيك» لم يعقد بسبب مشكلات في ترتيب الموعد من الجانبين ومشكلات بروتوكولية لم يكشف عنها.
تأجيل «سوتشي»
من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موعد مؤتمر السلام في سورية الذي ترعاه روسيا لم يحدد بعد، وذلك في تصريح له لوكالة «رويترز» للأنباء، أمس على هامش قمة آيبك في فيتنام.
بوتين يصف ترامب بأنه متحضر ومثقف ومريح في التعامل