أكاذيب يحتال بها المهربون على المهاجرين

بهدف تحصيل أكبر ربح مادي، ابتكر مهربو البشر عدة خدع غير مكترثين في ذلك بالمخاطر التي قد تحيط بحياة الأشخاص الذين يسقطون في براثنهم. هذه هي أشهر تلك الخدع.

الأكذوبة الأولى:
وعد المهاجرين بالسفر باستخدام  سفن ضخمة وتحتوي على مسبح وقاعة سينما

يعد المهربون المهاجرين بأن سفرهم إلى أوروبا سيكون بسفن ضخمة. لكن الواقع مختلف تماماً، فغالباً ما يتم نقلهم بقوارب مطاطية أو خشبية قديمة جداً ومتهالكة. ليس ذلك فحسب، بل تكون مكتظة بأعداد هائلة من المهاجرين تفوق طاقة استيعابها. حتى السترات التي يتم تزويد المهاجرين بها، وإن تم ذلك،  تكون غير ملائمة ولا تحميهم من الغرق. حسبما يؤكد نيكولا ستالا منسق عمليات الإنقاذ التي تقوم بها سفينة “أوشن فايكينغ”. يعد طريق البحر المتوسط ​​هو الأخطر للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، إذ توفي ما لا يقل عن 640 شخصاً حتى الآن في  عام 2019 ونحو 16000 مهاجراً على هذا الطريق منذ عام 2014 وفقاً لإحصائية المنظمة الدولية للهجرة IOM.

الأكذوبة الثانية:
تأكيدات على أن السفر إلى أوروبا قانوني مائة بالمائة

الحصول على تأشيرة عمل أو دراسة هي من بين أكثر الطرق التي يلجأ إليها الكثير من المهاجرين للوصول إلى أوروبا بشكل قانوني. لكن الهجرة عبر البحر بمساعدة مهربين هي هجرة غير نظامية. وتبذل دول الاتحاد الأوروبي جهوداً مكثفة  للحد من هذه الهجرة. السلطات الألمانية بدورها قامت بعدة عمليات لمكافحة مهربي البشر في هذا العام 2019. وجدير بالذكر أن عمليات تهريب البشر تعتبر عمليات إجرامية يحاسب عليها القانون. إذ تنص المادة 232 من قانون العقوبات الألماني على أن “من يستغل الآخرين  بسبب العوز الاقتصادي أو العجز، وذلك بجلبهم إلى دولة أجنبية بقصد العمالة أو الدعارة أو التسول، تترتب عليه عقوبة التهريب وهي السجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر و خمس سنوات”

الأكذوبة الثالثة:
“الشركات الألمانية بحاجة دائمة لعمالة جديدة”

أقرّ البرلمان الألماني في شهر يونيو/حزيران الماضي قانونا جديداً يسهل هجرة العمالة المتخصصة. لكن القانون يخص المهاجرين المهرة أي أولئك الذين يحملون شهادة جامعية أو مؤهل تدريبي مهني. ويتيح قانون الهجرة الجديد إمكانية القدوم إلى ألمانيا، لأولئك المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، لذلك تم وضع تسهيلات لهذه الفئة من خلال السماح بقدومهم للبحث عن وظيفة حتى ولم يكونوا حاصلين على شهادة بهذا المجال، شريطة تقديم إثباتات تفيد بعملهم في هذا المجال لسنوات في بلادهم. كما يتيح القانون الجديد تسهيلات أمام العاملين في مهن معينة مثل العمال التقنين المهرة، والمبرمجين، والعاملين في قطاع التمريض والرعاية الصحية.

الأكذوبة الرابعة:
“الأشخاص المعترف بهم كلاجئين في اليونان يُسمح لهم بالعمل في ألمانيا”

تعد اليونان هي المحطة الأولى للكثير من اللاجئين والمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا قادمين من تركيا. لكن الحصول على لجوء في اليونان أو أي بلد أوروبي آخر، لا يتيح إمكانية اختيار دولة أوروبية أخرى للعيش فيها والعمل. فوفقاً لاتفاقية دبلن، ينبغي على طالبي اللجوء البقاء في الدولة التي حصلوا فيها على لجوء. ما يعني أن من حصل على الحماية في بلد أوروبي معين، لا يمكنه الذهاب إلى دولة أوروبية أخرى والعمل فيها، بدون الحصول على تصريح عمل.

 الأكذوبة الخامسة:
في حال الغرق هناك سفن ضخمة ستقوم بعمليات الإنقاذ

تكثر السفن التي عرفت بنشاطها في عمليات الإنقاذ. غالباً ما تتعرض هذه السفن للحجز والتوقيف عن متابعة عملها من قبل الحكومات الأوروبية التي تعرف بسياستها المتشددة تجاه الهجرة واللجوء. رغم قرارات المنع وحجز سفن الإنقاذ وتجريم نشاطها الإنساني، لكن منظمات الإغاثة تسعى إلى متابعة نشاطها وإنقاذ الكثير من الأرواح.  ولكن سفن الإنقاذ ربما لن تتواجد في نفس مكان وجود قارب المهاجرين. وحتى وإن تواجدت، فإن فرصة إنقاذها للمهاجرين في الوقت المناسب ضئيلة.

الأكذوبة السادسة:
ألمانيا تمنح المهاجرين الذين يصلون إليها مبالغ  نقدية ترحيباً بهم وبيتا

وفقا لموقع وزارة الخارجية الاتحادية، فإن ألمانيا لا تمنح أي مبالغ نقدية ترحيبية. لكن المهربين يريدون اجتذاب المزيد من الزبائن عبر نشر مثل هذه الأكاذيب فقط.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية