نيويورك تايمز: أطفال سوريون أنقذوا قرية ألمانية ، والقرية أنقذت نفسها

قبل أربع سنوات، كان سكان بلدة “غولزو” في الريف الشرقي لألمانيا، يتحسرون على انخفاض عدد الأطفال، حتى أن مدرسة البلدة كانت مهددة بالإغلاق.

ثم فجأة وصل “أطفال غولزو”، حسب وصف رئيس البلدة، وهم مجموعة من أطفال لاجئين سوريين، فتغير حال البلدة إلى الأفضل.

“لقد أنقذوا قريتنا، لقد أنقذ السوريون مدرستنا”، يقول رئيس البلدة شوتز، وبطريقة ما أنقذت “غولزو” نفسها”، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

Four years after the Syrians arrived, Golzow has changed — for the better, most here seem to agree.CreditLaetitia Vancon for The New York Times
Halima Taha, her husband, Fadi Sayed Ahmad, and their three children are among the Syrians who moved to Golzow.CreditLaetitia Vancon for The New York Times
The family of Bourhan Ahmad, center, was invited to move to Golzow, Germany, in 2015 by the town’s mayor, who was desperate to repopulate the local school.CreditLaetitia Vancon for The New York Times

كانت مدرسة القرية، كما القرية نفسها، بدأت تندثر، بسبب انخفاض عدد السكان وخاصة الأطفال.

وصل الأطفال السوريون مع عائلاتهم ليغيروا حياة “غولزو” للأفضل، كما يتفق أغلب سكان القرية على ذلك.

بعد أربع سنوات من وصول السوريين، دبت الحياة في الشقق الفارغة، حسب تقرير الصحيفة الأميركية، وأصبحت المعجنات العربية تعرض بجانب فطائر التفاح الألمانية في معرض البلدة السنوي.

قصة هؤلاء اللاجئين هي قصة عن صداقة الآخر حتى رغم أن واحدا من بين كل أربعة أشخاص في البلدة صوت لصالح البديل اليميني المتطرف لألمانيا في الانتخابات الأخيرة.

غير أن القصة لم تكن وردية في بدايتها، فقد قابل سكان القرية قرار استقبال اللاجئين بالتشكيك والخوف من هؤلاء القادمين بلغة ودين مختلفين.

“إنه الجنون” يقول مصفف شعر بالقرية، “الأمر مستحيل” يضيف مزارع بالقرية، فيما احتجت ماركو سيدلت: “هذا لا يمكن أن ينجح، لديهم دين مختلف، أطفالنا لن يتكلموا الألمانية الصحيحة بعد الآن”.

هكذا تكلم سكان البلدة عندما جمع شوتز القرويين لأول مرة لشرح فكرته لجلب السوريين.

لكن بعد ذلك اندمج ابن ماركو سيدلت، البالغ من العمر 11 عاماً، مع ثلاثة سوريين في صفه الأمر الذي غير نظره الأم لهم.

اللاجئون كانوا متخوفين، فالبلدة تعرف أنها معقل لليمين المتطرف، تقول السورية حليمة طه، حذرتها صديقاتها قبل أن تصل إلى القرية.” ألمانيا الشرقية؟ هل أنت مجنونة؟”

“The Syrian children in the village have the same life experience as the oldest people in the village,” said Frank Schütz, left, the mayor of Golzow. “They both know what it sounds like when a grenade explodes.”CreditLaetitia Vancon for The New York Times

ولكن بعد ذلك بذل كلا الجانبين جهدا – وفوجئا بمدى إعجابهما ببعضهما البعض.

في اليوم الأول من المدرسة، استقبل الآباء الألمان الأسر السورية بكعكة – غير مدركين أنهم كانوا صائمين لأنه كان رمضان. كانت هناك لحظة من الإحراج. ثم ضحك الجميع، وقطعت السيدة حليمة الكعكة.

طلبت السيدة حليمة من أطفالها أن يحيوا كل قروي في الشارع منذ اليوم الأول – باللغة الألمانية، لتسهيل الاندماج.

وقال غابي توماس، مدير المدرسة المحلية، عن الأسر السورية “لقد أصبحوا جزءا مهما من مجتمعنا”.

وقد تبنى أحد القرويين، الذي يعيش أحفاده على بعد مئات الأميال، ثلاثة أطفال سوريين تحت جناحه، وبدأ تعليمهم كيفية الصيد والسباحة. فيما يطلق الأطفال عليه “أوبا”، الكلمة الألمانية للجد.

اكتشف السكان المحليون وجيرانهم السوريون الجدد أن لديهم بعض الأشياء المشتركة. كلاهما يشعر بالمحنة التي يعيشها النازحون. فالألمان الشرقيون، بطريقة ما، لديهم تجربة هجرة خاصة بهم – في بلدهم.

فقد استقر العديد من القرويين في غولزو كأطفال، بعد أن فروا من الأراضي الألمانية في بولندا في نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان من بينهم عمدة سابق، أصحبت القرية عائلتهم، تماما كما هو الحال للقادمين الجدد من السوريين.

“نحن الآن جزء من تلك العائلة” تقول اللاجئة السورية حليمة.

Sayed Ahmad helping his son Hamza get dressed for school.

عن نيويورك تايمز ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية