أحمد مصطفى، المعتقل السابق بسجون النظام قال:
– أصوات النساء اللواتي اغتصبن كان أكثر شيء يعذب المعتقلين.
– المحققون كانوا يتعمدون الضرب بأماكن حساسة ليصاب المعتقل بأذى دائم حتى بعد خروجه.
– عند خروجي من المعتقل كانت كليتي متوقفة والكبد متضرر بشكل كبير، إلى جانب وهن عام في أعصاب الجسد وعجز جنسي.
– هناك لم نشعر أننا بشر..الكثير من المعتقلين توفوا.
بـ”لا”، أجاب المعتقل السوري السابق بسجون النظام أحمد مصطفى، لدى سؤاله فيما إذا كان يرغب بتوجيه رسالة للمجتمع الدولي.
إجابة تعبر عن حالة اليأس لدى السوريين الذين لقوا من النظام أشد أنواع التنكيل والتعذيب، مع استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم اتخاذه أي إجراء لوقف جرائم بشار الأسد في السجون وخارجها.
مصطفى تعرض لتعذيب شديد خلال اعتقاله من قبل فروع أمن النظام تمنى خلاله الموت ولم ينله، وخرج وهو شبه ميت، مثقلاً بآلام وأوجاع ما زال يعاني منها رغم مضي 6 سنوات على خروجه.
مصطفى البالغ من العمر 37 عامًا، من مواليد مدينة حماه، اعتقل 4 مرات في أعوام 2011، و2012 ، و2013، ثلاثة منها في فرع الأمن الجوي ومرة في فرع أمن الدولة، والأخيرة كاد يفقد فيها حياته.
لم يفصح مصطفى عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، وقال للأناضول إنه كان يعمل في الهلال الأحمر، بالإضافة إلى كونه ابن عائلة معارضة للنظام وأحد إخوته عنصر في الجيش السوري الحر، والآخر من منسقي المظاهرات ضد النظام.
وعن التعذيب الذي تعرض له، قال مصطفى: “الشبح الخلفي (حيث يتم تعليقه من يده على الحائط ومن ثم ضربه) هو أكثر أساليب التعذيب التي تعرضت لها ومازلت متأثرا بها حتى اليوم”.
وأكمل: “كان المحققون يتعمدون الضرب في أماكن حساسة لكي يصاب المعتقل بأذى دائم حتى بعد خروجه، وإلى جانب الشبح تعرضت إلى الخنق في الماء”.
وأضاف: “آخر فترة كنت أقضي 24 ساعة في حالة الشبح، يتناوب عليّ 8 أشخاص لتعذيبي لم أكن أتناول الطعام، وبلغت الإهانات إلى أن دفعتني أن أضرب رأسي في حائط التواليت، لكي أحظى بالموت، وكنت أرجو الضابط أن يطلق علي رصاصة من مسدسه”.
وأوضح مصطفى أنه ونتيجة التعذيب وعند خروجه من المعتقل كانت كليته متوقفة والكبد متضرر بشكل كبير، إلى جانب وهن عام في أعصاب الجسد وعجز جنسي.
ووفق المتحدث، فإنه خرج من المعتقل بعد أن دفع مبلغاً وقدره 6 ملايين ليرة سورية أي ما يعادل آنذاك نحو 50 ألف دولار، وبعد ذلك وصل ولاية هاطاي جنوبي تركيا وتلقى العلاج هناك.
وحول ما رآه خلال فترات اعتقاله، قال مصطفى: “الكلام ليس مثل الرؤية، هناك لم نكن نشعر أننا بشر، الكثير من المعتقلين توفوا، كنا نتعرض للتعذيب ونسمع أصوات نساء وهن يغتصبن من قبل المحققين والضباط، ونرى شيوخا يتعذبون أشد التعذيب”.
وروى أن من بين الذي رأيتهم في المعتقل رجل ذُبح أبناؤه خلال مجزرة مدينة الحولة في حمص وسط (نفذتها ميليشيات طائفية تابعة للنظام)، وجاءوا به إلى المعتقل، ولكن الرجل كان قد فقد عقله، فقال الضابط في الأمن الجوي لعناصره أن يأخذوه إلى المشفى ويصفوه هناك”.
وشرح مصطفى كيف قتل رفيق له في السجن خلال التعذيب عبر الخنق في الماء، وتوفي آخر خلال الشبح عبر إغلاق فمه بقميص ووضع رأسه في قدر حتى مات اختناقاً، و طفل جلبوه بعد أن وجدوا في جواله صور لمظاهرات ضد النظام وعذبوه حتى فقد حياته.
من اللحظات التي لا أنساها، استطرد مصطفى، “امرأة كان أحد المحققين يحاول اغتصابها وسمعنا صوتها وهي تقول: لا تفعل أنا لا أخون زوجي”، مشيراً إلى أن أصوات النساء اللواتي كن يغتصبن كان أكثر شيء يعذبهم كمعتقلين.
ولفت مصطفى إلى أنه غادر إلى تركيا بسيارة إسعاف “ووصلت مشفى في مدينة أنطاكيا وتعالجت لمدة 4 أشهر وبعد المعالجة انتقلت إلى إسطنبول وبدأت أعمل كنادل ومن ثم فتحت مكتبا لتقديم خدمات للسوريين والوساطة العقارية”.
وأكد أنه ما زال يعاني من آلام في الكلى بالرغم من المعالجة التي تلقاها، كما أن وهن أعصابه يجعله غير قادر على المشي أحيانا، ومازال يعاني من عجز جنسي وإن لم يكن كاملاً.
وختم حديثه قائلاً: “الحمد لله كتب لي عمر جديد”.