العراق: ممثلة الأمم المتحدة في “تكتك” التحرير…

لم يكن وجود ممثلة الأمم المتحدة الخاصة في العراق جينين بلاسخارت في ساحة التحرير وسط بغداد، سبباً كافياً لتوقف انهيال قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تطلقها قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين.

تجولت بلاسخارت في عدد من مواقع التحرير، وأطلعها المتظاهرون على بعض آلياتهم الدفاعية في مواجهة محاولات قوات مكافحة الشغب المستمرة لتفريقهم.

شرح المتظاهرون للمبعوثة الأممية كيف أعدوا بطانيات مبللة بالمياه ونشروها في مواقع معلومة للشبان المكلفين بالسيطرة على قنابل الغاز وتحويلها نحو “فرق التعامل معها”، حتى بات أثر هذا السلاح منخفضاً للغاية، خلال اليومين الماضيين.

في هذه الأثناء دوى انفجار في مكان قريب، فأصيب حرس بلاسخارت بالهلع، لكن المتظاهرين تصرفوا فوراً، إذ جاءوا بعجلة “تكتك” وطلبوا من المبعوثة الأممية الصعود فيها، لنقلها إلى مكان آمن.

على الرغم من مشاعر الرضا التي أحاطت بلاسخارت في المواقع التي وصلتها من التحرير، إلا أن حضورها لم يكن مرحباً به على النطاق الأوسع في الساحة. إذ عبر كثير من المحتجين عن سخطهم من “الموقف المداهن” للأمم المتحدة في العراق، وقرارها الوقوف موقف “المتفرج” على قمع السلطات العراقية الواسع لحركة الاحتجاج.

على الجانب الآخر من نهر دجلة، وتحديداً في المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة ومكتب عبد المهدي، كانت المفاوضات مكوكية، على وقع الأنباء الآتية من طهران، حيث طالب المرشد الأعلى هناك علي خامنئي السلطات العراقية باحتواء ما وصفها بـ “أعمال الشغب” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيراً إلى أن مطالب المتظاهرين المشروعة يمكن تحقيقها عبر الآليات القانونية فحسب.

وقالت مصادر سياسية مطلعة إن أطرافاً عدة بينها رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي وزعيم تحالف الفتح في مجلس النواب هادي العامري، بحثوا خيارات “جادة” للخروج من الأزمة، بينها استقالة رئيس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة، على غرار السيناريو اللبناني.

حذر مراقبون من أن تفهم تصريحات خامنئي في بغداد على أنها إيذان للسلطات بفض التظاهرات، مهما تطلب الأمر، فيما تقدم عدد من المحتجين إلى الرد على المرشد الأعلى، بعدما استغرقت الحكومة في الصمت.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية