قالت الشرطة السريلانكية اليوم الاثنين إن عدد قتلى الهجمات التي تعرضت لها كنائس وفنادق فخمة عبر البلاد يوم الأحد ارتفع بشكل كبير إلى 290 شخصا إضافة إلى نحو 500 مصاب .وقال مصدر حكومي إن الرئيس مايثريبالا سيريسينا الذي كان في الخارج عندما وقعت الهجمات دعا إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين. وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ سيحضر الاجتماع.
وبعد ساعات من الهجمات التي قال مسؤولون إن بعضها نفذه انتحاريون داهمت قوات الأمن أحد المنازل في العاصمة السريلانكية واعتقلت سبعة أشخاص في حين سقط ثلاثة من أفرادها قتلى.
وأعلنت الحكومة حظر التجول في كولومبو وحجبت شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل بما في ذلك فيسبوك وواتساب. ولم يتضح متى سيتم رفع حظر التجول.
لكن في مؤشر على أن الهجمات قد تثير أعمال عنف، قالت الشرطة مساء يوم الأحد إن مسجدا في منطقة بوتالوم بشمال غرب البلاد شهد هجوما بقنبلة حارقة كما تعرض متجران يملكهما مسلمون في منطقة كولاتارا في الغرب لهجمات تخريبية.
وأقرت الحكومة بأنها تلقت “معلومات مسبقة” عن احتمال قيام جماعة إسلامية محلية غير معروفة بهجمات على كنائس لكنها لم تتخذ الإجراءات الكافية حيال ذلك.
واستهدفت التفجيرات ثلاث كنائس في مناطق متفرقة بالبلاد وأربعة فنادق في كولومبو. وقال مسؤولون وتقارير لوسائل الإعلام إن 27 قتيلا على الأقل من الأجانب بينهم أشخاص من تركيا والصين والهند وهولندا.
ولم يرد إعلان عن المسؤولية في دولة شهدت حربا استمرت عقودا مع الانفصاليين التاميل حتى عام 2009 كانت تفجيرات القنابل خلالها أمرا شائعا في العاصمة.
وتقول جماعات مسيحية إنها تعرضت لترهيب متزايد من بعض الرهبان البوذيين المتطرفين في السنوات الأخيرة. وفي العام الماضي وقعت اشتباكات بين الأغلبية البوذية السنهالية والأقلية المسلمة، واتهمت بعض الجماعات البوذية المسلمين بإرغام الناس على اعتناق الإسلام.
وقُتل العشرات في أحد التفجيرات في كنيسة سانت سيباستيان في كاتوابيتيا شمالي كولومبو. وقال جوناسيكيرا إن الشرطة تشتبه في وقوع هجوم انتحاري هناك. وأوضحت صور من الموقع جثثا على الأرض ودماء على المقاعد الخشبية وسقفا مدمرا.
وذكرت تقارير إعلامية أن 25 شخصا قُتلوا أيضا في هجوم على كنيسة إنجيلية في باتيكالوا بالإقليم الشرقي.
انتشار الجيش
والفنادق التي استهدفت في كولومبو هي شانجراي-لا وكينجسبري وسينامون جراند وتروبيكال إن قرب حديقة الحيوان العامة. ولم يتضح بعد إن كانت الهجمات على الفنادق قد أسقطت قتلى وجرحى لكن شاهدا قال لتلفزيون محلي إنه رأى بعض الأشلاء ومنها رأس مقطوعة على الأرض بجانب فندق تروبيكال إن.
وذكرت التقارير أن التفجيرات الستة الأولى وقعت خلال فترة قصيرة في صباح يوم الأحد لدى بدء القداسات في الكنائس.
ووقع أحد التفجيرات في كنيسة سانت أنتوني الكاثوليكية في كوتشيكادي بالعاصمة كولومبو وهي مزار سياحي.
ودعا رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني في مقره.
وقال في تغريدة “أدين بشدة الهجمات الجبانة على شعبنا اليوم. أدعو كل المواطنين في سريلانكا إلى البقاء موحدين وأقوياء خلال هذه المحنة المأساوية”.
I strongly condemn the cowardly attacks on our people today. I call upon all Sri Lankans during this tragic time to remain united and strong. Please avoid propagating unverified reports and speculation. The government is taking immediate steps to contain this situation.
— Ranil Wickremesinghe (@RW_UNP) April 21, 2019
وذكر متحدث عسكري أن الجيش انتشر وأن الإجراءات الأمنية جرى تعزيزها في مطار كولومبو الدولي.
وطلب مالكولم رانيث كبير أساقفة كولومبو في قناة تلفزيونية محلية من المواطنين التحلي بالهدوء وطلب من السلطات تقديم المسؤولين عن الهجمات للعدالة. وطلب من الناس أيضا التبرع بالدم.
وأعلن وزير التعليم أكيلا فيراج كارياواسام أن جميع المدارس ستغلق يومي الاثنين والثلاثاء.
ومن إجمالي سكان سريلانكا البالغ عددهم نحو 22 مليونا، 70 بالمئة من البوذيين و12.6 بالمئة من الهندوس و9.7 بالمئة من المسلمين و7.6 بالمئة من المسيحيين وفقا للتعداد السكاني الذي أجري في البلاد عام 2012.
وفي تقريرها لعام 2018 بشأن حقوق الإنسان في سريلانكا أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن بعض الجماعات المسيحية والكنائس أبلغت عن تعرضها لضغوط لإنهاء تجمعات للعبادة بعد أن صنفتها السلطات بأنها “تجمعات غير مرخص لها”. وقال التقرير أيضا إن الرهبان البوذيين حاولوا مرارا إغلاق أماكن العبادة للمسيحيين والمسلمين استنادا إلى ما ذكرته مصادر لم يتم الكشف عنها.
وندد قادة ورؤساء دول وحكومات بالهجمات.
أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشدة، الهجمات الإرهابية التي استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا.
جاء ذلك في تغريدة نشرها أردوغان على حسابه بموقع تويتر، الأحد، وقال فيها: “أدين بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت بالتزامن مع عيد الفصح بسريلانكا. هذا اعتداء ضد الإنسانية جمعاء”.
وأضاف: “أقدم التعازي باسمي وباسم شعبي لذوي الضحايا الذين قضوا في الهجوم ولجميع الشعب السريلانكي، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.
وقالت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي “يجب أن نقف معا للتأكد من أنه لا يتعين على الإطلاق أن يمارس أحد ديانته في حالة من الخوف”.
وذكر رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز “لن يتغلب علينا الإرهاب والهمجية على الإطلاق”. وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في خطاب لرئيس سريلانكا “إنها جريمة بشعة خلال أعياد الفصح. أعتقد أن الجناة ومساعديهم سيحصلون على العقاب الذي يستحقونه”.
ومن جانبه، أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن تعاطفه “مع أسر هؤلاء القتلى في الهجمات على الكنائس والفنادق”. وقال رئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي “أنباء الهجمات في سريلانكا على الكنائس والمصلين والسائحين في أحد الفصح أصابتني بالحزن وأشعر بالقلق الحقيقي إزاء هذا التعبير الجديد عن الكراهية” .
وعبّرت السعودية عن إدانتها واستنكارها للتفجيرات الإرهابية. وأعلن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة واستنكارها لسلسلة التفجيرات الإرهابية التي وقعت في جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأبرياء. وقدم المصدر العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب سريلانكا، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في كل أنحاء العالم دون استثناء.