كشف تقرير لمنظمة “أطباء بلا حدود”، صدر عشية اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب، عن تفشي ظاهرة التعذيبَ الذي يعاني منه المهاجرون على طريق البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا.
كشف تقرير، أصدرته منظمة “أطباء بلا حدود” الخيرية الطبية، باللغة الإيطالية، في 25 حزيران/ يونيو، عشية اليوم الدولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب، عن أن التعذيب عنصر بنيوي في طريق الهجرة عبر البحر المتوسط.
الآلام المزمنة شائعة بين الناجين
تقرير المنظمة الإنسانية يشير إلى أن العدد الأكبر من الذين عانوا من التعذيب، وتلقوا العلاج من قبل منظمة “أطباء بلا حدود”، ضمن مشروع في جزيرة صقلية الإيطالية، كانوا من الرجال بمتوسط عمر 25 عاما، وهذا ما يستنتج منه حقيقة أن معظم الذين يحاولون هذا الطريق هم من الشباب.
وأظهر 67% من جميع المرضى علامات اضطراب ما بعد الصدمة، وخاصة النساء. فقد عانت ما نسبته 80% ممن خضعن للعلاج من حادث اعتداء جنسي أو أكثر.
Msf presenta un report sulle torture ai migranti a Palermo. Ambulatorio al Policlinico, 80% donne vittime violenza sessuale https://t.co/71fmjmKmYe | #ANSAmed #ANSA
— Ansamed (@ANSA_med) June 26, 2025
ووفقا للتقرير، فأن 22% فقط من هؤلاء توصل للحصول على صفة لاجئ، على الرغم مما عانوه من تعذيب. كما أشار التقرير إلى تسجيل أكثر من نصف حالات التعذيب في ليبيا، وثلثها في تسعة بلدان تعتبرها إيطاليا بلدانا آمنة.
🔴Il 60% degli episodi di #tortura subiti dai pazienti #MSF sono avvenuti in #Libia, il 36,5% in 9 paesi considerati sicuri dall’#Italia. È quanto emerge dal rapporto “Disumani” pubblicato oggi da MSF.
— MediciSenzaFrontiere (@MSF_ITALIA) June 26, 2025
Vai alla news 👇https://t.co/vcRtxRtVC3
وأظهرت الدراسة، أنه بين كانون الثاني/ يناير 2023 وشباط/ فبراير 2025، تم تقديم المساعدة لـ 160 شخصا من 20 دولة ضمن المشروع. وجاء أكبر عدد منهم من بنغلاديش، وغامبيا، وساحل العاج، بمتوسط عمر 25 عاما، 75% بينهم منهم من الرجال. وتعتبر هذه الدراسة جزءا من مشروع لدعم المهاجرين واللاجئين الناجين من التعذيب، ويتركز هذا المشروع في باليرمو، بالتعاون مع مركز بوليكلينيكو باولو جياكونه الطبي، والعيادة القانونية لحقوق الإنسان، وجامعة باليرمو.
L’ambulatorio di Palermo che cura i migranti torturatihttps://t.co/qyrVIkoD5L
— Il Post (@ilpost) June 25, 2025
ضرب وجلد وإحراق وإزالة أظافر وصعق بالكهرباء وخنق
وأشارت “أطباء بلا حدود”، في التقرير إلى أن التعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك الضرب والجلد والحرق وإزالة الأظافر والصعق بالكهرباء والخنق، يمكن أن يكون لها آثار متعددة وعميقة على المستويات النفسية والثقافية والاجتماعية.
ولاحظ التقرير، أن الألم المزمن هو نتيجة شائعة بين الناجين، وذلك بالنظر إلى وحشية العديد من ممارسات التعذيب، التي تستخدم في بعض الحالات بشكل متكرر على الضحايا.
وبالإضافة إلى العواقب الجسدية، بما في ذلك أعراض الجهاز العضلي الهيكلي (15%)، والجهاز الهضمي (12%)، والأعصاب (9%)، والعيون (6%)، والأمراض النسائية (6%) – يترك التعذيب ندوبا عميقة ومستمرة ومسببة للإعاقة على الصحة العقلية للضحايا، مما يؤثر بدوره على جميع جوانب حياتهم الأخرى.
إليزا غالي مديرة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في باليرمو قالت “…تترك هذه الإرتكابات التي تترك ندوبا عميقة ودائمة، يجب معالجتها بخطة علاجية تُمكّن من إعادة بناء هوية الفرد واستعادة ثقته بالآخرين وأمله في المستقبل”. وأكدت أن “الدعم المتخصص الكافي يعد أمرا ضروريا لتمكين هؤلاء الأشخاص من استئناف حياتهم، بدءًا من صحتهم”.
وقالت “أطباء بلا حدود”، إن حوالي 67% ممن تلقوا المساعدة عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، ومشاكل القلق، مع 3% يعانون من أفكار انتحارية.
الضحايا عرضة للخطر من الناحية القانونية
وبحسب المنظمة، فإنه رغم أن جميع الناجين الذين تلقوا المساعدة من المشروع قد تعرضوا للتعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة، إلا أن 22% فقط منهم حصلوا على صفة لاجئ، و5% فقط على حماية دولية.
وأضافت أن بقية المرضى لا يواجهون فقط العواقب الجسدية والنفسية للتعذيب، بل أيضا ظروف عدم اليقين والهشاشة الاجتماعية والاقتصادية.
واختتمت بالقول إن هذا جانب مقلق للغاية في إدارة نظام استقبال المهاجرين واللاجئين الإيطالي المرتبط بحالة الطوارئ، والذي وصفته بأنه “مهين”، مشيرة إلى أن هذا النظام قد تفاقم بسبب القوانين التقييدية المتزايدة فيما يتعلق بالهجرة والحماية الدولية.