نتنياهو من التميمة إلى التصريح: إسرائيل الكبرى .. مهمة مقدّسة

رؤيته مستمدة من صهيونية ما بعد حرب 1967

Last updated:

في 12 آب/أغسطس 2025، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة i24، إنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وأنه “مرتبط جدًا” برؤية إقامة “إسرائيل الكبرى”.

خلال المقابلة، أهدى المحاور شارون غال — الذي شغل لفترة وجيزة منصب عضو كنيست عن اليمين — نتنياهو ما وصفه بأنه تميمة تحمل “خريطة أرض الميعاد”. مازح غال قائلًا إنه لا يريد أن يورّط نتنياهو أكثر في القضية المرفوعة ضده، والمتعلقة بتلقيه مجوهرات وسلعًا فاخرة أخرى من عدد من رجال الأعمال له ولزوجته سارة.

وعند سؤاله إن كان يشعر بارتباط مع “هذه الرؤية” الخاصة بـ”إسرائيل الكبرى”، أجاب نتنياهو: “بشكل كبير جدًا”.


التميمة نفسها لا تظهر على الشاشة. وقد استُخدم مصطلح “إسرائيل الكبرى” بعد حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 1967 للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها آنذاك — وهي القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان.

كما استُخدم هذا التعبير من قبل بعض أوائل الصهاينة، ومنهم زئيف جابوتنسكي، الذي يُعدّ من المؤسسين الفكريين لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، للإشارة إلى الكيان الاسرائيلي الحالي وقطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى الأردن الحالي.

جاء سؤال غال عن “إسرائيل الكبرى” بعد أن سأل رئيس الوزراء عمّا إذا كان يشعر بأنه في مهمة نيابةً عن الشعب اليهودي. فأجاب نتنياهو بأنه “في مهمة أجيال — هناك أجيال من اليهود حلمت بالمجيء إلى هنا، وأجيال أخرى من اليهود ستأتي بعدنا”.

وأضاف: “لذلك، إذا كنت تسأل ما إذا كان لدي إحساس بالمهمة، تاريخيًا وروحيًا، فالجواب نعم”.

يُعلن نتنياهو مهمته المقدسة لتوسيع الكيان الاسرائيلي ، متجاهلًا القانون الدولي، مستبعدًا سيادة الدول، متجاوزًا الأمم المتحدة وكأنها لم تكن. لا خجل، لا اعتبار، لا أثر لفكرة الإنسان. لا اتفاقيات تُحترم، لا حدود تُعترف. كل شيء يُعاد تشكيله وفق تميمة. والأسئلة تبقى معلّقة، كأنها لغم في سردية العالم:

هل صار الاحتلال رسالة؟
هل تُرسم الدول بالتعاويذ؟
من يمنح نتنياهو حق النطق باسم التاريخ؟
وإن كانت “إسرائيل الكبرى” مهمة مقدسة…
فهل يُصبح الدم تفصيلًا؟

“تصريح احتلالي… بلا قناع، بلا احترام، بلا أدنى مسؤولية”..


الخارجية السعودية تدين تصريحات نتنياهو

 تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.


الخارجية الأردنية تدين تصريحات نتنياهو

دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي قال فيها إنه متعلقٌ بما يسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، ورفضتها باعتبارها تصعيدًا استفزازيًّا خطيرًا، وتهديدًا لسيادة الدول، ومخالفةً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية، مشدّدًا على أن هذه الأوهام العبثيّة التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مُضيفًا أن هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية ويتزامن مع عزلتها دوليًّا في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين. وشدّد السفير القضاة على أن هذه الادّعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية ويروّجون لها تشجّع على استمرار دوّامات العنف والصراع، وبما يتطلب موقفًا دوليًّا واضحًا بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مُطلقيها. وشدّد السفير القضاة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريًّا لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المُهدِّدة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية