اللاذقية، 5 تموز 2025 – لليوم الرابع على التوالي، تواصل فرق الإطفاء السورية، بمؤازرة إقليمية، جهودها في التصدي لحرائق غابات ضخمة تشتعل في ريف محافظة اللاذقية، وسط تحديات ميدانية بالغة الخطورة تتمثل في تضاريس جبلية وعرة، واشتداد في سرعة الرياح، وتفجّر متكرر لمخلفات حرب وألغام غير منفجرة.
اتساع رقعة الحرائق وانتقالها إلى قرى مأهولة
اندلعت النيران صباح الخميس في مناطق قسطل معاف وزنزف وربيعة شمال محافظة اللاذقية، وسرعان ما امتدت إلى قرى التفاحية والروضة والميدان ومحيط ربيعة، ما دفع فرق الإطفاء وعناصر الدفاع المدني إلى تنفيذ عمليات إخلاء في عدد من التجمعات السكانية، وفق ما أكده مدير مديرية الكوارث والطوارئ في المحافظة، عبد الكافي كيال.
ورغم انتشار أكثر من 62 فرقة إطفاء تابعة للدفاع المدني السوري، بمشاركة معدات متخصصة، شهدت عمليات الإخماد صعوبات ميدانية حادة بسبب الانفجارات المتكررة لمخلفات الحرب، وسرعة الرياح، وتضاريس المنطقة المعقّدة. وأعلن الدفاع المدني إصابة أحد المتطوعين بحالة اختناق واحتراق سيارة خدمة أثناء تنفيذ المهام، مشيرًا إلى أن النيران التفّت على عدد من الفرق أثناء محاولتها احتواء جبهات الحريق المتعددة.
دعم إقليمي من تركيا والأردن في مواجهة حرائق اللاذقية
انضمت فرق تركية وأردنية إلى جهود إخماد الحرائق في ريف اللاذقية، استجابة لطلب رسمي وجّهته الحكومة السورية عبر وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث. وشمل الدعم إرسال طائرتين مروحيتين و11 آلية إطفاء من تركيا، إلى جانب فرق من الدفاع المدني الأردني، ضمن تنسيق ميداني مشترك يهدف إلى تسريع الاستجابة وتأمين الدعم اللوجستي في المناطق المتضررة.
خسائر في البنية التحتية
بالتوازي مع اتساع رقعة الحرائق، أعلنت محافظة اللاذقية عن خروج محطة تحويل “البسيط” عن الخدمة نتيجة تضرر بعض مخارج التوتر المتوسط الواقعة على مسار الحريق، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق المرتبطة بها، بما في ذلك مضخات المياه الرئيسية.
استمرار الجهود ومؤشرات أولية على التراجع
تستمر غرفة العمليات الميدانية، التي شُكّلت بالتعاون مع منظمات محلية، في تنسيق عمليات الإخماد والدعم، وسط ظروف مناخية صعبة ومخاطر ميدانية شديدة. وفيما تستمر النيران لليوم الرابع، تسجَّل مؤشرات أولية على تراجع محدود في بعض الجبهات، مع بقاء الوضع العام تحت المراقبة الدقيقة.