في خطوة تحمل أبعادًا إقليمية حساسة، نفّذت إسرائيل غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة للنظام السوري في دمشق وجنوب البلاد، متجاهلة دعوات الولايات المتحدة إلى وقف التصعيد وفتح قنوات حوار مباشر مع دمشق، وفق ما نقله موقع Axios عن مسؤول أميركي رفيع.
الغارات استهدفت مواقع عسكرية قرب القصر الرئاسي وفي محيط العاصمة السورية، ما أثار مخاوف أميركية من أن تؤدي هذه العمليات إلى زعزعة الاستقرار الأمني في سوريا الجديدة، وتقويض الجهود المتقدمة نحو تفاهمات أمنية بين الجانبين. وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عبّر عن “قلق بالغ” إزاء الهجمات، مؤكّدًا أن واشنطن تضغط لوقف العمليات العسكرية فورًا.
التوتر يتصاعد: اشتباكات داخلية وتدخل عابر للحدود
تزامن التصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي مع اندلاع مواجهات دامية في مدينة السويداء جنوب سوريا، بين ميليشيات درزية ومجموعات بدوية مسلحة، على خلفية صراع محلي متجدد بعد إسقاط النظام البائد في ديسمبر، وصعود أحمد الشرع إلى السلطة. تدخلت القوات السورية بدبابات لفرض النظام، إلا أن طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف تلك الدبابات بذريعة دخولها منطقة منزوعة السلاح.
تل أبيب بررت تصعيدها بدافع حماية الطائفة الدرزية، في ظل ما وصفته بـ”مجزرة” تنفذها ميليشيات موالية للنظام بحق دروز السويداء. هذه المزاعم دفعت بمئات من دروز الداخل في إسرائيل إلى اقتحام السياج الحدودي في الجولان ظهر الأربعاء، في محاولة للوصول إلى مناطق الاشتباك.
رغم الضغوط: إسرائيل تدفع نحو التصعيد
وفي مؤشر على رفضها للتهدئة، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا، تمهيدًا لمزيد من الضربات الجوية.
وجاء في بيان رسمي:
“إسرائيل لن تسمح بوقوع مجزرة بحق الدروز في سوريا.”