اندلع تصعيد عسكري خطير على الحدود السورية اللبنانية مساء الأحد 16 مارس/آذار 2025، حين نفذت ميليشيا “حزب الله” الإيرانية – اللبنانية كمينًا أسفر عن خطف ثلاثة جنود سوريين وقتلهم قرب سد زيتا غرب حمص، تلاه هجوم بصاروخ موجه أودى بحياة جنديين آخرين من الجيش السوري. ردت القوات السورية بقصف مدفعي وصاروخي مكثف على مواقع الميليشيا في لبنان، وسط تطورات متسارعة تهدد بجر المنطقة إلى نزاع أوسع.
كمين غدر دموي يثير الغضب
أفادت وزارة الدفاع السورية أن الكمين وقع فجر 16 مارس/آذار قرب سد زيتا، حيث هاجم مسلحو ميليشيا “حزب الله” دورية حدودية، وخطفوا ثلاثة جنود، ونقلوهم إلى الأراضي اللبنانية. وبعد تعرضهم لتعذيب وحشي، تضمن ضربهم بالحجارة، تم تصفيتهم بدم بارد. وتداول مناصرو “حزب الله” مشاهد مروعة عبر منصات التواصل الاجتماعي تُظهرهم يضحكون أثناء تعذيب الجنود ورميهم بالحجارة، مما أثار موجة غضب عارمة في سوريا. أعيدت جثث الجنود مساء اليوم نفسه عبر معبر جوسية-القاع بوساطة الصليب الأحمر اللبناني. ووصفت الوزارة الحادث بـ”الجريمة الهمجية”، متعهدة برد “يستعيد الكرامة الوطنية”، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).
ستتخذ وزارة الدفاع جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من قبل ميليشيا حزب الله.#سانا pic.twitter.com/sNnebak16g
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 16, 2025
في غضون ساعات، أطلقت الميليشيا صاروخًا موجهًا، يُرجح أنه من طراز “كورنيت”، على دورية سورية أخرى، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة بجروح متفاوتة. وأظهرت لقطات على “إكس” دمارًا واسعًا في موقع الهجوم، مما يعكس خطورة السلاح المستخدم.
رد سوري عسكري واسع النطاق
تحرك الجيش السوري بسرعة، حيث استهدفت مدفعيته وراجمات صواريخه مواقع ميليشيا “حزب الله” في ريف القصير وبلدة قصر، وامتد القصف إلى نقاط تمركز في بعلبك-الهرمل. وأكدت مصادر ميدانية وصول تعزيزات كبيرة تشمل دبابات ووحدات خاصة، مع فرض حظر تجوال في القرى الحدودية.
وأشارت الوزارة إلى تنسيق مع الجيش اللبناني لضبط الحدود، لكنها شددت على أن “أي تهديد للأمن القومي سيُقابل بقوة مضاعفة”. وأفادت قناة “الحدث” أن الجيش السوري نشر نقاط تفتيش إضافية وأعلن حالة تأهب قصوى تحسبًا لردود فعل محتملة.
وأثناء هذه المواجهات مقابل بلدة القصر تعرض طاقم “العربية” و”الحدث” أثناء تغطيته التطورات على الحدود، تعرّض إلى قذيفة من نوع كورنيت أطلقها مسلحو ميليشيا حزب الله بحسب ما أظهرت الصور المباشرة وأصيب مصور “العربية” و”الحدث” رستم صلاح بجروح طفيفة كما أصيب عدد آخر من الصحفيين في الموقع.
العربية ترصد سقوط قذيفة على الحدود السورية اللبنانية#قناة_العربية pic.twitter.com/XBvweoF8hp
— العربية (@AlArabiya) March 17, 2025
الجيش اللبناني يتحرك
في تطور لافت، كثف الجيش اللبناني تواجده الأمني والعسكري على الحدود، وقال إنه “رد على مصادر النيران”، دون تحديد الجهة المسؤولة. وأكدت مصادر عسكرية لبنانية أن الجيش نصب حواجز جديدة ودفع بمزيد من القوات إلى المنطقة، في محاولة لاحتواء التوتر، لكنه ظل بعيدًا عن المواجهة المباشرة مع ميليشيا “حزب الله”.
“حزب الله” ينفي وسط استنكار
أصدر ميليشيا “حزب الله” بيانًا نفى فيه مسؤوليته المباشرة، زاعمًا أن “عناصر غير منضبطة” قد تكون وراء الهجمات، لكن السلطات السورية رفضت التبرير، مشيرة إلى أن الكمين والصاروخ الموجه يتطلبان تنظيمًا عاليًا يمتلكه الحزب، كما أن المشاهد المصورة التي نشرها مناصروه تدينه بشكل مباشر.