نكتة ” فارس الخوري ” التي لم تفقد بريقها ! ..لـ: صبري عيسى

صبري عيسى
كاتب و صحفي سوري

حدثت من زمان وتتكرر اليوم، والله يرحم الوطني الكبير فارس الخوري!

نشرت صحيفة (الأيام) السورية، التي كانت تصدر أيام العصر الذهبي للصحافة السورية، بتاريخ 7 نيسان 1955، متابعةً لمحاضرة ألقاها حبيب كحالة، صاحب ورئيس تحرير صحيفة (المضحك المبكي)، وهي أهم صحيفة سورية ساخرة، وكان عنوان المحاضرة:
«دور النكتة السياسية في استقلال سورية»

وفيها يقول:

“خلال مناقشة قضية استقلال سورية في مجلس الأمن، أظهر الإنجليز معارضة شديدة، وقالوا بوجوب بقائهم فيها حتى لا يقتتل السوريون بعضهم بعضًا بعد خروج الفرنسيين.
وكان الفرنسيون أيضًا يقولون بوجوب بقائهم، وحجتهم أنهم إذا تركوا سورية، فإنها سوف لا تنتفع من جلائهم عنها، لأن الإنجليز سيحتلون مكانهم، وهم لا يطيقون أن يروا الإنجليز يحتلون مكان الفرنسيين.

وكان دولة الأستاذ فارس الخوري يرأس الوفد السوري في ذلك العام، فقال لهم:
إن موقفكم هذا يشبه تلك الحكاية، وهي أن رجلًا شاهد كومة من الحجارة، وقد ارتكز عليها فانوس أحمر، فسأل: لماذا هذه الحجارة؟
قالوا له: حتى نُركّز الفانوس عليها.
فسأل: ولماذا هذا الفانوس؟
فأجابوه: لكي يرى المارّة الحجارة فلا يتعثروا بها…!!
وضحك أعضاء مجلس الأمن لهذه النكتة، وأقروا الجلاء بعد شهرين!”

الحكاية تتكرر اليوم، مع تغيير أسماء الدول. وما أشبه اليوم بالبارحة!
تُرى، لو كان الوطني الكبير فارس الخوري بيننا، ألا يعيد نفس الحكاية مع تغيير أسماء الدولتين، ويستبدلهما بإيران وروسيا؟!


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية