أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم السبت، رفض بلاده القاطع لأي خطة تسعى إلى شرعنة التنظيمات الإرهابية أو امتداداتها في سوريا، مشددًا على أن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تهدد أمن المنطقة.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، في طريق عودته من زيارة رسمية إلى أذربيجان، حيث شارك في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي بمدينة خانكندي.
شدد الرئيس التركي على أن بلاده تدعم كل ما من شأنه أن يعزز مستقبل سوريا، ويكرّس السلام والاستقرار فيها. وأكد وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري في مساعيه لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة البناء، كما كانت منذ بداية الحرب.
وأعرب عن اعتقاده بأن الإدارة السورية ستتخذ خطوات أسرع على طريق التنمية، خصوصًا بعد قرار الولايات المتحدة والدول الأوروبية برفع العقوبات.
وأشار أردوغان إلى أن عملية إعادة بناء العلاقات بين أنقرة ودمشق تتقدم بوتيرة متسارعة، قائلاً: “نطور تعاوننا مع جارتنا في كافة المجالات. نؤمن بأن سوريا مستقرة وسلمية وقوية ستعود بالنفع على جيرانها، وستدعم أيضًا أمنهم وسلامهم”.
وشدد الرئيس التركي على أن وحدة الأراضي السورية تحظى بأهمية بالغة بالنسبة لأنقرة، موضحًا أن العمليات العسكرية مثل “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، و”نبع السلام”، كانت تهدف إلى تأمين الحدود التركية ووضع حد لحالة عدم الاستقرار في سوريا.
كما أوضح إمكانية تطبيق نماذج تنموية في شمال سوريا، مثل مناطق التجارة الحرة، والقواعد اللوجستية، والأسواق الحدودية.
وقال أردوغان: “نقدم كل الدعم الممكن لضمان تحييد الإرهاب بشكل كامل من الأراضي السورية، والقضاء على كافة العناصر المسلحة، وبسط سيطرة الجيش السوري وحده على كامل التراب السوري”.
وأضاف: “السلام والاستقرار الدائمين في سوريا يصبان في مصلحتنا أيضًا، ومن يسعى لعرقلة ذلك سيجد تركيا في مواجهته”.
ولفت إلى أن بلاده ستأخذ بعين الاعتبار الفرص التي تعزز التنمية الاقتصادية، دون إغفال المصالح العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية لتركيا.
وتطرق أردوغان إلى موقف الرئيس السوري أحمد الشرع من الانفتاح الدولي، موضحًا أن الأخير لا يعارض التواصل مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات، بل يتبنى نهجًا إيجابيًا في هذا الاتجاه.
ونقل عن نظيره الأذربيجاني إلهام علييف استعداده لتقديم كل أنواع الدعم لسوريا في مجال الغاز الطبيعي، معتبراً أن هذه البادرة بالغة الأهمية.
وفيما يخص الأوضاع في غزة، قال أردوغان إن الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاقات وقف إطلاق النار لم تؤدِّ إلى هدوء دائم، مضيفًا: “نعمل هذه المرة لتجنب تكرار الأمر نفسه”.
واختتم بالقول: “وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل فتح الباب أمام خطوة مشابهة في غزة أيضًا، وقد أظهرت حماس مرارًا حسن نيتها بهذا الشأن”.