بدأ الجيش العربي السوري انسحابه من محافظة السويداء، تنفيذًا لاتفاق أُبرم بين الدولة السورية ومشايخ ووجهاء الطائفة الدرزية، بعد انتهاء مهامه في ملاحقة “المجموعات الخارجة عن القانون”. ويأتي هذا الانسحاب في إطار محاولة رسمية لاحتواء التوتر واستعادة مؤسسات الدولة في المحافظة التي شهدت أحداثًا دامية خلال الأيام الأخيرة.
أعلنت وزارة الداخلية السورية، صباح الأربعاء، بنود الاتفاق الموقّع، والذي تضمن ما يلي :
بنود اتفاق السويداء وفقًا لبيان وزارة الداخلية:
- إيقاف كامل لجميع العمليات العسكرية بشكل فوري، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها.
-
تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ الكرام للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به.
-
نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء، في جميع أنحاء مدينة السويداء والمناطق المجاورة.
-
الاستعانة بضباط وعناصر الشرطة الأكفاء والشرفاء من أبناء السويداء لتولي مهام قيادية وتنفيذية في إدارة الملف الأمني في السويداء.
-
احترام حرمة البيوت وحياة المدنيين وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة أو في أي من مناطق المحافظة.
-
التوافق على آلية لتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة.
-
الاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة السورية والتأكيد على السيادة الكاملة للدولة السورية على جميع أراضي محافظة السويداء، بما في ذلك استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض.
-
إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة في جميع مناطق السويداء وفقًا للأنظمة والقوانين السورية.
-
العمل على ضمان حقوق كافة المواطنين في السويداء من خلال قوانين تضمن العدالة والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوري ودعم السلم الأهلي.
-
تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقق في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات التي حصلت، وتحديد المتسببين مع تعويض المتضررين ورد الحقوق لأصحابها وفقًا للقوانين والأنظمة النافذة بسرعة قصوى.
-
تأمين طريق دمشق–السويداء من قبل الدولة وضمان سلامة المسافرين.
-
العمل الفوري على توفير كافة الخدمات الأساسية للمحافظة من ماء وكهرباء ومحروقات وصحة.
-
العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين في الأحداث الأخيرة فورًا.
-
تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق.
ورغم توقيع الاتفاق، خرج الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي البارز لطائفة الموحدين الدروز، بموقف حاد مساء الأربعاء، أعلن فيه رفض الاتفاق جملةً وتفصيلًا، واصفًا الهجوم على جبل العرب بأنه “اجتياح بربري على طريقة المغول والتتار”، واتهم القوات الحكومية بـ”حرق القرى وتعفيشها، والتنكيل بأهالي السويداء، وذبح الأطفال أمام ذويهم”، بحسب تعبيره.
وأكد الهجري في بيانه ضرورة “مواصلة الدفاع المشروع حتى تحرير كامل تراب المحافظة “، داعيًا عمليًا إلى تسليم أمن السويداء إلى ميليشياته المسلحة ، ورفضًا لأي تواصل أو تفاوض مع ما وصفها بـ”العصابات التي تزعم تمثيل الحكومة”.