قصص قصيرة جداً ..لـ: علي السوداني

[ult_ihover thumb_shape=”square” thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”علي السوداني” thumb_img=”id^62086|url^https://ebd3.net/wp-content/uploads/2018/03/علي-السوداني.jpg|caption^null|alt^null|title^علي السوداني|description^null” hover_effect=”effect17″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#0b80b8″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]كاتب و قاص عراقي[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
سيرةُ كرسيّ
اشتريتُ البارحةَ كرسيّاً عتيقاً من سوق البضاعة المستعملة. كان منظرهُ يجلب الشجن مثل عزيزٍ أذلّتْه الأيام. أسرّني بأنهُ عاش أحلى أيام العمر ببيت السلطان، مستمتعاً بمؤخرة رئيس الحرّاس، ولمّا بادتْ قوائمي وبهتت ألواني، شالني كبير الخدم صوب سوق العتيق، وها أنت غليظَ القلبِ، في طريقك لتجلسَ فوقي غير مكترثٍ بسنّي، والعطب الذي ينامُ بكلِّ مفاصلي.
بسطال
عرفتُهُ تماماً ولم يعرفْني. لقد تبدّلتْ بعضُ ملامحه، لكنَّ عطرَهُ الابتدائيّ ظلَّ كما صُنعَ أول مرة. عرضتُ أن أصحبهُ معي إلى الدار فلمْ أنجح.
لقد ذكّرني ببسطالٍ مخلصٍ ما زالَ مشتولاً في طين الأرض الحرام يكاد يصيح:
خذوا نوطَ الشجاعة، فلا رغبة لديَّ بساقٍ خشبيةٍ ثانية.
قمري
بادَ حيلي وضعفَ نظري وشاب رأسي حتى أتممتُ هذا الخلق البديع.
هي سلّةٌ ملونةٌ معمولة من خوص النخيل، أكلتْ من عمريَ أربعينَ سنةً.
سأحملها الليلةَ على رأسي وأركضُ خلف القمر.
قيلَ أنهُ سيسقط وراء الجبل، وهناك سأضعه ببطن سلّتي الجميلة، وأعود به إلى المدينة وأبيعه بسوق العتيق.
سلام عمر
كنتُ اشتريتُها من سوق العتيق بدراهم شحيحات. علّقتُ اللوحةَ البديعةَ على حائطي الرطب. هي صورةٌ مرسومةٌ بدقّةِ محترف، لعائلة قائمة على خمسةٍ وسادسهم كلبٌ يقعي عند قدم الأب المهزول. حدث هذا الأمر العجيب الليلة الفائتة. زرعتُ عينيَّ بقماشة اللوحة وفوجئت بأنّها قد خلت من جلِّ ساكنيها، ولم يبق منهم سوى كلب أسود لا نباح عليه.
مفتاح
حدثَ هذا الآن. كنتُ أُحبُّهُ وأثقُ به حدَّ العماء. ليلات طويلات وهو ينام فيها دافئاً تحت مخدّتي، وكنت أضعه بجيبي الصغير وأدور به في شوارع المدينة وحاناتها وصخبها اللذيذ، حتى أنني صنعت لهُ سلسلةً من ذهبٍ خالصٍ وخبزٍ نبيل.
لماذا يخونُ مفتاحُ البابِ صاحبَهُ؟
هي
ورقةٌ بيضاء تلبطُ الليلةَ فوق طاولتي.
شَهَرَتْ لسانَها القويَّ بوجهي.
قالت اكتبْ شيئاً. قلتُ لستُ على كتابةٍ يا كلبتي.
قالت اذهبْ ونَم إذن. قلتُ لقد طارَ النومُ منّي.
ورقةٌ بيضاء حقيرة دوَّختْني.
هي تضحكُ الآنَ، وأنا أُحاولُ حلْبَ أوشال حروفيَ النائمةَ في قاعِ التابوت.
امرأةُ القطار
لم تكن منشغلة تماماً بتبدّل المناظر وهي تطلُّ على شبّاك المقطورة، الذي بدا مثل خلفية شاشة سينمائية خدّاعة. جلس بجانبها على الرغم من شغور المقعد المزروع بمواجهتهما.
لم تشعر هي بالضيق، بل قابلتْهُ بانفراجة صغيرة من فمها المزموم . ظلَّ هو يداعب ساقها وركبتها شاعراً بمتعة وبهجة. عندما وصل القطار إلى المحطة التالية، كان بمستطاعه أن ينظر صوب المرأة اللذيذة، وهي تتعكّز على ساقٍ رائعةٍ وحيدة.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية