السلطات السورية تواصل تعزيز إجراءات ضبط الأمن في منطقة الساحل التي شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية هجمات منسقة نفذتها فلول النظام البائد ، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا.
تكثف سلطات الأمن والجيش حاليًا جهودها لإعادة الاستقرار في المنطقة. ففي محافظة طرطوس، نشرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” مقطعًا مصورًا يُظهر دخول رتل تابع لإدارة الأمن العام إلى مدينة بانياس لتعزيز الأمن ومنع الاعتداءات على الممتلكات.
وفي محافظة اللاذقية، أعلنت “سانا” أن قوات الأمن ضبطت سيارة بيك أب محملة بالأسلحة والذخائر، خلفتها مجموعات من فلول النظام قبل فرارها. كما عثرت قوات الأمن على كميات إضافية من الأسلحة في أحد أوكار تلك المجموعات داخل مدينة اللاذقية.
إدارة الأمن العام تضبط سيارة بيك أب تحتوي على أسلحة وذخائر، خلفتها مجموعات من فلول النظام البائد في محافظة #اللاذقية قبل فرارهم منها.#الساحل_السوري pic.twitter.com/pxU8ZrZeNT
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 8, 2025
وأكدت وزارة الداخلية في بيان أن إدارة الأمن العام في اللاذقية نشرت عناصرها في مختلف أنحاء المدينة، وأقامت نقاط تفتيش مؤقتة لمنع أي تجاوزات أو أعمال فوضى.
وفي مدينة جبلة، أفادت “سانا” بوصول تعزيزات أمنية إضافية لضبط الأمن وإعادة الاستقرار.
نقلت “سانا” عن مصدر في وزارة الدفاع قوله إن “القوات الحكومية، وبعد استعادة السيطرة على معظم المناطق التي عاثت فيها فلول النظام السابق فسادًا، قررت إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل بالتنسيق مع إدارة الأمن العام لضبط المخالفات وإعادة الاستقرار تدريجيًا”. وأضاف أن وزارة الدفاع شكلت لجنة طارئة لمتابعة المخالفات وإحالة المخالفين إلى المحكمة العسكرية.
قوات الأمن العام تنتشر في أحياء مدينة اللاذقية لضبط الأمن والتجاوزات وعمليات السرقة التي حصلت نتيجة زعزعة الاستقرار من قبل فلول النظام البائد.#الساحل_السوري#سوريا_الان pic.twitter.com/eXIND3Pciq
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 8, 2025
شنت السلطات حملة واسعة لاستعادة المسروقات التي سُلبت خلال الأحداث الأخيرة. قال مصدر في إدارة الأمن العام لـ”سانا” إن “زعزعة الاستقرار والأمن نتجت عن أفعال أدت إلى انتشار السرقات في عدة مناطق بالساحل السوري”. وأضاف: “وجهنا قواتنا لضبط الأمن في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة، ونجحنا في استعادة كميات كبيرة من المسروقات واعتقال عدد كبير من اللصوص”.
ودعا المصدر الأهالي إلى الإبلاغ عن أي حالة سرقة أو اعتداء عبر أرقام التواصل المعروفة أو بإبلاغ أقرب نقطة أمنية.
الأمن العام يضبط عدد من المسروقات التي كانت بحوزة بعض ضعاف النفوس واللصوص مستغلين حالة عدم الاستقرار في منطقة اللاذقية وما حولها.#الساحل_السوري#سانا pic.twitter.com/6ll4V1PKB9
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 8, 2025
وأفادت سانا بأنه وصل قبل قليل وفد من إدارة منطقة جبلة وإدارة الأمن العام إلى مطار حميميم لطمأنة الأهالي الموجودين فيه وإعادتهم لقراهم.
مراسل سانا باللاذقية: وصل قبل قليل وفد من إدارة منطقة جبلة وإدارة الأمن العام إلى مطار حميميم لطمأنة الأهالي الموجودين فيه وإعادتهم لقراهم.#سانا #الساحل_السوري pic.twitter.com/kfLyQyTy1S
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 8, 2025
حصيلة القتلى كبيرة
ارتفعت حصيلة الضحايا من المدنيين وعناصر الأمن العام، جرّاء عمليات القتال في الساحل السوري، خلال اليوميين الماضيين، إلى 311 شخصاً، في حصيلة غير نهائية، قابلة للارتفاع، حسب مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني.
في الأثناء، وجهت وزارة الدفاع السورية جميع الوحدات للالتزام الصارم بالتعليمات الصادرة عن الجيش والأمن والرئيس السوري أحمد الشرع، مؤكدةً استعادة السيطرة على جميع المناطق من قبل فلول نظام الأسد.
وقال عبد الغني لـجريدة “المدن” الإلكترونية، إن “عصابات نظام الأسد” قتلت من عناصر الأمن العام، 121 عنصراً، و26 مدنياً، مشيراً إلى أن ذلك الرقم “مرعب”، وأن العناصر قتلوا من خلال كمائن منظمة، لذلك لا يصح تسميتهم بـ”الفلول”. كما لفت إلى عناصر الأمن يُعتبروا مدنيين، لأنهم قتلوا خلال قيامهم بحفظ الأمن على الحواجز.
وأضاف أن القوى المحسوبة على وزارة الدفاع السورية، ارتكبت خلال تعاملها للسيطرة على هجمات “العصابات”، انتهاكات أدت إلى مقتل 164 مدنياً، بينهم 7 أطفال و13 طفلاً، في مدن جبلة وبانياس واللاذقية والقرى التابعة لهم، فضلاً عن وجودت انتهاكات أخرى مثل عمليات النهب وسرقة الممتلكات.
ولفت إلى أن حصيلة القتلى هي بالحدود الدُنيا، معرباً عن اعتقاده بأن الحصيلة أكبر بكثير، وستتكشف خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أن فصائل الشمال السوري، هم من ارتكبوا الانتهاكات بشكل أساسي، مع أشخاص حملوا السلاح وتوجهوا لمساعدة الأمن العام بدافع أنه قُتل من أهلهم وأصدقائهم.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن مجازر في قرى علوية، لكن بعض الادعاءات، مثل تلك التي نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، تفتقر إلى المصداقية وتُعتبر جزءاً من أجندة تخريبية تهدف إلى تأجيج الفتنة. ومع ذلك، أكدت تقارير محلية وقوع أعمال انتقام طائفية، عكست تصاعد الكراهية بين المكونات السورية.