يشهد الساحل السوري تصعيدًا أمنيًا متسارعًا، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وفلول النظام البائد ، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وفرض حظر تجوال في بعض المناطق.
شرارة الاحتجاجات: طرطوس مسرحًا للاشتباكات
لم يكد الرئيس السوري ، أحمد الشرع، ينهي زيارته إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس، حتى اندلعت احتجاجات في طرطوس، حيث اقتحم شبان مبنى المحافظة، تعبيرًا عن غضبهم المتزايد.
اندلعت الاحتجاجات عقب اشتباكات عنيفة في ناحية الدالية وقرية بيت عانا بين قوى الأمن الداخلي وفلول النظام البائد ، أسفرت عن مقتل 13 عنصرًا من الأمن وإصابة آخرين.
خرج شبان المدينة في مظاهرات دعمًا لجبلة، قبل أن يقتحموا مبنى المحافظة.
امتداد التوتر: اللاذقية وجبلة
تلا المواجهات تحليق مروحي فوق قرية دوير بعبدة، مسقط رأس صلاح جديد، رفيق درب المقبور حافظ أسد وخصمه اللدود، مما زاد من حدة التوتر.
استهدفت مجموعات فلول النظام البائد مواقع تابعة لوزارة الدفاع في قرية بيت عانا، مسقط رأس سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر”، الذي ارتبط اسمه بسجل دموي حافل بالمجازر.
امتدت رقعة التوتر إلى اللاذقية، التي كانت تعتبر حصنًا للنظام البائد ، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المشهد الأمني في المنطقة.
اشتعلت الاشتباكات في جبلة، حيث حوصرت الكلية البحرية، وأُغلقت مداخل المدينة، وقُطع الطريق الدولي الرابط بينها وبين اللاذقية.
استهدف قصف عنيف حاجزًا أمنيًا قرب القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، مما أدى إلى تدميره وسقوط قتلى وجرحى.
إجراءات احتواء الأزمة وتداعيات إقليمية
في محاولة لاحتواء التوترات، دعا محافظ اللاذقية إلى استقبال كل من يرغب في تسوية وضعه.
بالتزامن مع ذلك، صدرت تصريحات إيرانية تؤكد وجود ميليشيات عراقية على الأراضي السورية، مما يثير مخاوف حول تهديد السلم الأهلي.
فرضت إدارة الأمن العام في طرطوس حظر تجوال عام، اعتبارًا من الساعة 10:00 مساءً وحتى الساعة 10:00 صباحًا، لضمان سلامة المواطنين.
أرسلت وزارة الدفاع السورية تعزيزات عسكرية وأمنية إلى الساحل السوري لدعم قوى الأمن في مواجهة فلول النظام البائد .
شهدت مدن سورية عدة احتجاجات داعمة للجيش السوري في حملته ضد فلول النظام البائد في الساحل.
تجمع شعبي حاشد في دير الزور تعبيراً عن دعمهم لوزارة الدفاع وقوات الأمن العام في محاربة فلول ميليشيات الأسد والعصابات الخارجة عن القانون بمنطقة جبلة وريفها.#سانا pic.twitter.com/75Joc0LaBr
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) March 6, 2025
حصيلة الخسائر وتصاعد العمليات العسكرية
ارتفع عدد قتلى عناصر الأمن العام في اللاذقية إلى 13 عنصرًا.
تواصلت العمليات الأمنية والعسكرية في جبلة، وسط توقعات بتكثيف الحملة خلال الساعات المقبلة.
نفذ الطيران المروحي غارات استهدفت بيت عانا، بالتزامن مع قصف مدفعي طال قرية دوير بعبدة.
أكد مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية أن مجموعات فلول النظام البائد نفذت هجومًا مدروسًا ومخططًا له مسبقًا، استهدف نقاطًا أمنية وحواجز عسكرية.
تعزيزات عسكرية واشتباكات مستمرة
تمكنت القوات الأمنية من احتواء الهجوم في ريف جبلة، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة داخل المدينة.
وصلت تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة من محافظات أخرى، في إطار خطة لتأمين المنطقة والقضاء على المسلحين.
تتواصل العمليات الأمنية والعسكرية في جبلة وسط توقعات بتكثيف الحملة خلال الساعات المقبلة.
ماهر حمصي