رتم ناقص في سماء أعراس… لـ: حسان عزت

حسان عزت
شاعر سوري

عنقي مثقوب

ولا أغني

أنا المغني

أعراس وطني صادحة يسمعها الكون

ويقول ناقص فيها رتم موسيقا بعيد

دون أن يعرف اختناقي بالغناء ومليون صوت شهيد معي ولا أستطيع

كيف ياشامي وياوطني

شمسك  أشرقتْ بعد ألف دهرٍ

وأنا غنّيتُ بدقائق عمري

أنا النايات

حتى تشرقَ من محنتِها

أنا الذي صلّيتُ وصَلّيتُ

 ولم أشكّكْ يوماً أو أيأسُ من حتمية الشروق والولادة

ولا ذراتُ الرمل ولا بحارُ الماء بقطرها

منعتني

وخنقت أملي

أنا الغريق يتشبث بكل الوجود

عشقي راعش ويدي تستغيث فوق الماء

لم تكن حربي هناك ولا هنا مع الزمان فقط

بل مع أقرب المحبين الذين يئسوا وقالوا متى وعد الله

كانت لي أجنحةُ أملٍ ونسورُ زمان

ياما تهاوى زمن وأتبعته ازمان

وكلما اغتامت وأحلكت سماء تفتّحت في عيني أخرى

كانت الوردة دائما تشتعل في سمائي وتقول شعني

فاراها وأشعشع بالهوى

ويا آ ه بطول سماء

ويا آه ببعد ابد

وياجنون كونٍ واقدار

   أكانَ عليّ أن اجرحَ في القلب

أن اذبحَ في العنق ويختنقَ صوتي بي

يغزوني القاتلُ في خلايايَ

يستوطنُ بدني

ليقولَ قاوِمني إذاً بموتين

موت ابنتك حواء* وموتك منفيّاً في بلاد رمل وضباب

      حتى في هاجرة الشمس

شامي التي آيسني كلُْ شيء عَنها وقالَ راحت

وكابدني الزمن بطيِّ السنين الرمل

          ساعاتٍ أياماً شهوراً

بلاعدّ 

لأعلنَ انكساري ولم أفعل

كنت أكسرُ نايي

 أعلقُ جسدي على المشانق

وأخنق روحي ألفَ مرّة ولا اسلّمُ

كان شعبي بي يقاوم ولايفعل

والوردةُ التي في سماءٍ تضحكُ لي وتقولُ خذني

 شامكَ أنا

 لم تغب يوما أو تنتحر كما انتحرت ايفا التي لم تسطعْإلا قليلاً

غابتْ في سماءٍ أو كأنّها هي التي تضحك وتقول لاتتركني

قلبي يتلوعُ أسىً بأملٍ مكسور

انا بكلكال ليل طويل

وآلام دروبٍ منفى تتراكم.. تتراكب

 تعاشقُ الأبدَ المنصوبَ ولا انحني

ثقب في عنقي

أنا المغني

لا أغني

 لا أشارك باعراس شامٍ تصل سماء الله

ويظلّ فيها رنيم ناقص ينتظرني

الشام تناديني

وهيَ على بعد قفزةٍ وساعاتٍ ثلاث

وطائرةٍ تحدثُ كما المعجزة

ولا أستطيع

وانا اشرب الصبر بشطآن

ولا أغني

 01.02.2025
عروس البحر ابو ظبي


حواء* : ابنة الشاعر ، تغمدها الله بواسع رحمته



يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية