في تحول صادم، ظهرت زنازين التعذيب في سجون نظام أسد البائد ، التي شهدت مآسي لا تُنسى، في فيديو مثير للجدل.
المذيع السابق لدى النظام البائد يزن فويتي، مع مجموعة من المتطوعين في “سواعد الخير”، قاموا بتلوين الزنزانات داخل فرع الأمن السياسي باللاذقية، مما يعكس الفوضى وغياب التوثيق الضروري لمستقبل سوريا.
برز اسم يزن فويتي في أغسطس 2023 كفائز بمسابقة بالتعاون مع “مجلس الأعمال الروسي السوري” ووزارة إعلام النظام البائد والسفارة في موسكو، ضمن برنامج “الجيل الجديد” الروسي، حيث حضر ورشات عمل في القنوات التلفزيونية الروسية.
يزن فويتي مقدم برامج وأخبار في قنوات السورية والفضائية السورية وإذاعة أمواج FM ، هو من قاد حملة مسح الأدلة من الزنزانات في أحد الأفرع الأمنية داخل سوريا.#بلارتوش #sednayaprison #سوريا #Syria pic.twitter.com/PcgPE8Qx1w
— ebd3.net بلا رتوش (@retouchmag) January 14, 2025
إن تحويل أماكن المعاناة إلى مواقع تصوير يمثل محاولة صارخة لتجميل صورة نظام ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مما يقوض جهود المحاسبة الدولية.
هذه الخطوة تستهين بضحايا النظام وتستغل القصص الإنسانية لغايات أخرى مثل طي الصفحة ونسيان الماضي والسير نحو سوريا جديدة. هذه الشعارات العامة، رغم نبالتها، تصبح سامة وخطيرة في بلد أنهكته همجية وطغيان النظام البائد ، حيث يجب السير في طريق العدالة القانونية بشكل ممنهج لتجنب أعمال العنف والثأر والاحتقان الاجتماعي في المستقبل.
— ebd3.net بلا رتوش (@retouchmag) January 14, 2025
هذه المحاولات لتبييض السجون لا تمثل فقط إهانة لضحايا التعذيب والقتل، بل هي أيضًا استخفاف بجهود الناجين والمجتمع الدولي في توثيق الجرائم المرتكبة. إن كل صورة أو فيديو يتم نشره من هذه الأماكن يمثل محاولة لإعادة كتابة التاريخ وتبرئة المجرمين.
إن المجتمع الدولي مطالب بالتنديد بهذه الممارسات والضغط لتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة. كما يجب على الناشطين والمؤثرين والمنظمات الحقوقية الدولية تكثيف جهودهم لتوثيق الجرائم المرتكبة وحفظ الأدلة، وتقديمها إلى المحاكم الدولية المختصة. السكوت عن هذه الجرائم هو تشجيع على ارتكاب المزيد منها، ويجب أن نرسل رسالة واضحة مفادها أن الجناة لن يفلتوا من العقاب، وأن العدالة ستنتصر في النهاية.
مطالبة منظمة هيومن رايتس ووتش بحماية الأدلة
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الإدارة السورية الجديدة بحماية الأدلة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام البائد ، وذلك بعد أن وثقت المنظمة خلال زيارة ميدانية محاولات لتدمير هذه الأدلة في السجون ومراكز الاحتجاز. وحذرت المنظمة من أن تدمير هذه الأدلة يعيق جهود تحقيق العدالة للآلاف من المفقودين وعائلاتهم.
تم إخفاء عشرات الآلاف من السوريين قسراً على يد أجهزة الأمن والمخابرات التابعة للحكومة السابقة سيئة السمعة.
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) January 13, 2025
تستحق العائلات معرفة الحقيقة، ولذلك يجب الحفاظ على أدلة الفظائع التي ارتكبتها الحكومة السابقة.
هذا هو السبيل أمام الحكومة الانتقالية لبناء الثقة مع الشعب السوري.#سوريا pic.twitter.com/goaUwU6CjA
الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدعو للتحقيق
أوضحت الشبكة في بيان صدر اليوم الثلاثاء أن فريق “سواعد الخير” نشر في 13 كانون الثاني الجاري مقطع فيديو على صفحته في “فيسبوك”، يُظهر دخوله إلى أحد مراكز الاحتجاز في اللاذقية وقيامه بطلاء الجدران والعبث بالمحتويات.
وأكدت الشبكة أن هذا التصرف غير المسؤول يهدد جهود توثيق الانتهاكات، خاصة تلك المتعلقة بمصير المعتقلين ومحاسبة المتورطين في تعذيبهم.
أوضحت الشبكة أن القوانين الدولية تجرّم العبث بمسرح الجريمة، حيث قد تصل العقوبات إلى السجن لمدة 20 عاماً أو فرض غرامات مالية كبيرة. وأكدت أن هذه الأفعال قد تكون متعمدة لطمس الأدلة، مما يُقوّض العدالة ويُعرقل جهود التعرف على الجناة ومحاسبتهم.
وجدّدت الشبكة السورية تأكيدها على أهمية حماية مسارح الجريمة، مشددة على ضرورة قصر الدخول إلى هذه المواقع على الجهات المختصة قانونيًا لضمان الحفاظ على الأدلة.
وطالبت الشبكة باتخاذ عدة خطوات لضمان حماية الأدلة، منها:
- فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
- توفير وسائل حماية للأدلة من العوامل البيئية.
- توثيق مسرح الجريمة بدقة من عدة زوايا وحفظ الأدلة بشكل آمن.
- التنسيق مع المجتمع المدني لتنظيم حملات توعية لحماية الأدلة.
- سنّ تشريعات صارمة تجرّم العبث بمسارح الجريمة وفرض عقوبات على المخالفين.
- تعزيز التوعية الإعلامية من خلال تدريب الصحفيين على التعامل المسؤول مع القضايا الحساسة.
كما أكدت الشبكة أن حماية مسارح الجريمة والأدلة أمر أساسي لتحقيق العدالة والمحاسبة، داعية السلطات السورية إلى الالتزام بمسؤولياتها القانونية لضمان إنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة.