عندما يشتم أحدكم نظام البعث الطائفي الفئوي الأسدي.. واصفا إياه (بالعلماني) ، أدرك مدى ضحالة وقصور عقله عن إدراك المعنى الحقيقي للعلمانية ..والتي تعني فصل الدين عن الدولة بحسب منظّري الثورات الفرنسية والأمريكية في القرنين السابع والثامن عشر ..!
ولأن فصل الدين عن الدولة يعني بحسب رؤية اإنسان الديني فقدان أهم خصائص القيم الأخلاقية التي ينتهجها ويدافع عنها بحكم فهمه للتعاليم والنصوص الدينية، فتكون الدولة بلا دين ..
بالتالي بلا أخلاق مجتمعية أو فردية ناظمة للحياة المثالية التي يحلم بإقامتها .. وأول ما يخطر في ذهنه بالدولة العلمانية هو قوانين الحرية الفردية التي تبيح الحرية الجنسية فتلتهب مشاعره غيرة على الدين المفقود وعِرْضِهِ المعروض كلحم رخيص في المسابح المختلطة والبارات وأماكن اللهو والدعارة .. والمثلية ..الخ.
وهذا يعني بالضرورة أن كل من ينادي بالعلمانية بحسب عقل الإنسان الديني ..هو ديوث وبلا شرف ..
اعود إلى التساؤل المشروع لعقل الإنسان الديني الذي فسّر – برأيه – معتقلات أسد وتغوله المخابراتي وفساده ولصوصيته وجرائمه وفضائحه الجنسية واللاأخلاقية بأنه كان نظاما (علمانيا ) كافرا ..
والواقع أن هذا الوصف هو الكفر بعينه ..لأن منظومة مافيا عصابة أسد كانت نظاما دينيا ظلاميا .. وشديد الظلامية الذي تخفى وراء شعارات البعث العلمانية وأنتج كل هذه الجرائم المخزية .. وتلك العقول الجاهلة المغلقة ..
بالمناسبة معاوية بن أبي سفيان مؤسس حضاري لأول منظومة علمانية في تاريخ العالم القديم لمن يود ان يتعلم المعنى الحقيقي للعلمانية ..!!