أزمة غذائية عميقة تهز الأسر السورية
كشف مسح جديد للأمن الغذائي في سوريا، نفذه المكتب المركزي للإحصاء بالتعاون مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي وبرنامج الأغذية العالمي، عن تفاصيل صادمة حول الوضع الغذائي المتدهور في البلاد. وأظهرت نتائج المسح، الذي شمل 24.840 أسرة سورية، أن غالبية الأسر تكافح لتأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، حيث يكتفي الكثير منها بوجبة واحدة يوميًا.
وأوضح الدكتور عدنان حميدان، مدير المكتب المركزي للإحصاء، أن هذه النتائج تتسق مع مسوحات سابقة، مما يشير إلى استمرار الأزمة الغذائية في سوريا. وأضاف أن الفروقات الغذائية بين المحافظات السورية كبيرة، ولكن الوضع العام يبقى مقلقًا.
وجبة واحدة يوميًا.. واقع مرير
ركز المسح على تقييم الوضع الغذائي للأسر السورية من خلال تحليل نوعية وكمية الغذاء المتناول، بالإضافة إلى تقييم حالة التغذية. وكشف المسح أن العديد من الأسر تعاني من نقص حاد في التغذية، حيث لا تحصل على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لصحة جيدة.
ومن أبرز النتائج التي كشف عنها المسح:
- انتشار سوء التغذية: يعاني نسبة كبيرة من السوريين من سوء التغذية، مما يؤثر على صحتهم ونموهم، خاصة الأطفال.
- انخفاض مستوى المعيشة: يعكس الاعتماد على وجبة واحدة يوميًا انخفاضًا حادًا في مستوى المعيشة، وتدهورًا في القدرة الشرائية للأسر السورية.
- تغيرات في أنماط الأكل: أظهر المسح تغييرات كبيرة في أنماط الأكل لدى الأسر السورية، حيث لجأ الكثيرون إلى تقليل حجم الوجبات واستبدال الأطعمة المغذية بأخرى أقل تكلفة.
أكد الدكتور حميدان على أهمية تنفيذ المزيد من المسوحات الشاملة لتقييم الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وتحديد الاحتياجات الإنسانية بشكل دقيق. وأشار إلى أن المكتب المركزي للإحصاء يخطط لتنفيذ عدة مسوحات هامة في المستقبل القريب، بما في ذلك مسح دخل ونفقات الأسرة، ومسح الهجرة والإعاقة.