من نحن …
ولا نحنُ.. ولا من أمّةٍ ولا منْ شعور
فارطنوا بكلّ اللغات الغريبة
وبالعبرية الفصحى لتعرفوا
أنكم لن تعرفوا..
ونحنُ نَرى ونسمعُ وقد ماتَ فينا الإحساس والشّعور
القاتلُ يقنعُ العالمَ بأنّه مقتول، والعالمُ بكلّ كاميراتِه وطائراتِ تجسّسه، وحاملاتِ طائراته، وأقمارِه الصناعيّة.. وجواسيسِه على الأرض، وكاميرات إعلامه، وأذنابهِ يَرى ويسمعُ، ويعرفُ كلّ شيئ ويدلّس على ذلكَ.. ويقفُ مع القاتلِ النّاهب الغاصبِ والمنتحلِ لبوسَ الحضارةِ
ولماذا.. هيكا وهيكا
الزّنيم واللقيط والكرييييييه..
هل جفّ منّا الدّم والدمعُ وماتتْ قلوبُنا، ومشاعرُنا، وكأنّنا حيوانات جرّ وزينة..بل حيواناتٍ ليقتُلها الغاصبُ والغازي ومن يمدّهما بكلّ آلاتِ الدمار والوجود..
حيواناتٌ زجاجٌ نحنُ .. واللغةُ ليستْ لغة، والرّوح لم تعد روحاً ،
والسيوفُ علينا سيوفُ موتٍ، وعليهم خشب
والقلوبُ صارتْ حجارةً مهدّمة.. وخاويةً بل مجرّدَ أصوات تئنّ بمنْ تحتها .. حتّى الزجاج يعكس صوراً
حتى الحجارة تئن وتبكي حتى عيون الحديد
ما الذي جرى.. حتى وصلنا الى هذا الهباء.. ولماذا..
وهل مازلنا نحن بشرا..
اسئلة كلنا نعرف أجوبتها
ونعرف أنّ هذه اللحظة المريضة والقاتلة، والميتة من العالم لن تدوم
يقول كل شيء، ويشير كل شيء،
ويؤكّد كل شيء
أن الممالك قبل زوالها تؤول إلى التّرف والقوة، والبطش، وتشيئ البشر
فأيّةُ امة نحن..
وهل مازلنا أمّةً.. أسفي ولا أسف للميتين