بدأت محكمة العدل الدولية، أولى جلساتها لمحاكمة نظام أسد على خلفية دعوى تقدمت بها كندا وهولندا حول ارتكاب جرائم تعذيب واستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين.
وقال كبير ممثلي هولندا رينيه لوفيبر للمحكمة “كلّ يوم له أهميته”، مضيفاً أنّ “الأشخاص المعتقلون في سوريا حالياً أو المعرّضون لخطر الاعتقال لا يستطيعون الانتظار لفترة أطول”.
واستشهد لوفيبر بشهادات مؤلمة من معتقلين، وُصفت فيها عمليات الاغتصاب الجماعي والتشويه، وطريقة العقاب “الموحّدة” التي تنطوي على وضع الأشخاص في إطار سيارة وتوجيه “الضرب المبرح” لهم.
وكانت كندا وهولندا قد طلبتا من المحكمة إصدار أوامر لسوريا “بشكل عاجل” من أجل وقف جميع أشكال التعذيب والاعتقال التعسّفي، وفتح السجون أمام مفتّشين من الخارج، وتبادل المعلومات مع العائلات بشأن مصير أقاربهم.
وقد تستغرق محكمة العدل الدولية سنوات للبت في قضية ما، ولكن يمكن إصدار قرار عاجل في غضون أسابيع، بناء على ما يُسمى بـ”تدابير تحفّظية” ستكون ملزمة قانوناً.
وقال لوفيبر “نعتقد بصدق أنّ حياة السوريين وعَيشهم معرّضان للخطر ويتطلّبان اهتمام المحكمة الفوري”.
من جهته، قال الممثل الرئيسي لكندا ألان كيسيل، إنّ سوريا اتخذت خياراً “مؤسفاً” بعدم الحضور، مضيفاً أنّ “هذا لا يعني أنّ العالم غائب”.
وفي إشارة إلى بشار أسد ، قال كيسيل للصحافيين، إنّه “يجب على حكومة الأسد الاستجابة ووقف التعذيب المتفشّي في ذلك البلد…”.
بدورها، قالت بلقيس جراح المستشارة الأولى في برنامج العدالة الدولية في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إنّ قرار المحكمة ضروري “لمنع المزيد من الانتهاكات ضدّ السوريين، الذين لا يزالون يعانون في ظروف مروّعة والذين تتعرّض حياتهم للتهديد بشكل خطير”.
وترى المنظمة غير الحكومية أنّ عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية يعدّ “نقطة تحوّل”.
وكانت بعض الدول قد أدانت أفراداً أو قامت بملاحقتهم قضائياً، باسم الولاية القضائية العالمية، لارتكابهم جرائم حرب في سوريا، ولكن لطالما كان هناك استياء في العواصم الغربية بسبب عدم وجود خطّة أوسع لتقديم هذه القضية أمام القضاء الدولي.
ووفقاً للشكوى المقدّمة من هولندا وكندا، فإنّ المعتقلين الذين يقبعون حالياً في السجون السورية يواجهون “خطر الموت الوشيك أو الأذى الجسدي أو العقلي الخطير”.
كذلك، أدانت الدولتان عمليات اغتصاب على نطاق واسع لنساء وأطفال، وعمليات تشويه وقطع رؤوس، فضلاً عن الاستخدام “المقيت بشكل خاص” للأسلحة الكيميائية ضدّ المدنيين.
ولم تتمكّن محكمة العدل الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرّاً من التعامل مع سوريا، لأنّها لم تصادق على نظام روما الأساسي، أي المعاهدة التأسيسية للمحكمة.
وكانت روسيا والصين قد منعتا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في العام 2014.