نشر الموساد الإسرائيلي، الخميس، 7 سبتمبر / أيلول 2023، صورة لجاسوسه الذي يلقبه بـ”الملاك”، وتزعم الاستخبارات الإسرائيلية، أنه تعاون معها إبان سنوات حرب 6 أكتوبر 1973، وأمدَّها بمعلومات دقيقة للتحذير من قرب اندلاع الحرب وموعدها، وذلك قُبيل ذكراها الخمسين المعروفة في تل أبيب باسم “حرب الغفران”.
كما نشر الموساد أيضاً نسخة من نص المحادثة التي جرت بين رئيس الموساد آنذاك، تسفي زمير، والجاسوس المزعوم، الذي تبين بعد ذلك أنه أشرف مروان، صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، بحسب صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية.
الصحيفة أشارت إلى أنه في اليوم السابق لاندلاع الحرب، حذّر مروان رئيسَ الموساد من أن “هناك احتمالاً بنسبة 99 % أن تبدأ الحرب غداً وأنها ستبدأ في وقت واحد على الجبهتين المصرية والسورية”.
كما أخبر مروان رئيسَ الموساد أن المصريين خططوا لقصفٍ مدفعي واسع، و”تحريك الجيش بأكمله تقريباً لعبور قناة السويس”، وأن السوريين “يخططون للاستيلاء على مرتفعات الجولان”.
إلا أن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين تجاهلوا في الغالب هذه التحذيرات، وفوجئت إسرائيل بالهجوم بعد ذلك، بحسب الصحيفة.
وأعلن الموساد الخميس 7 سبتمبر/أيلول أنه سينشر كتاباً لتكريم دور الاستخبارات الإسرائيلية في حرب 1973، ويتناول الكتاب بالتفصيل إسهام الموساد في الكشف عن كثير من المعلومات بشأن خطة مصر واستعدادها لهجوم مفاجئ قبل الحرب.
لم يُكشف عن اسم الكتاب بعد، لكن الموساد قال إنه مأخوذ من عبارة قالتها رئيسة الوزراء غولدا مئير في زمن الحرب لرئيس الاستخبارات زمير، وهي: “عندما يحين الوقت للكشف عما فعلتموه، ستتلقى أنت ورفاقك التكريم الذي تستحقونه”.
ونفى ديفيد بارنيا، رئيس الموساد الحالي، في كلمة ألقاها الخميس، التقارير التي انتشرت انتشاراً واسعاً وزعمت أن مروان كان عميلاً مزدوجاً.
وقال بارنيا: “لقد أجرى فريق مشترك من الجيش الإسرائيلي والموساد فحصاً شاملاً لهذه الادعاءات قبل الحرب، ومرة أخرى بعدها”، و”خلصت التحريات في كل مرة إلى النتيجة نفسها: لقد كان (الملاك) عميلاً مهماً وذا تأثير استراتيجي”.
وتحدث بارنيا عن الاستخبارات البشرية (HUMINT) التي تقوم على التواصل بين الأشخاص وجمع المعلومات من مصادر بشرية، وقال: “من لا يستوعبون تقنيات الاستخبارات البشرية يصعب عليهم أن يفهموا الفروق الدقيقة بين العميل والمُدبر الذي يدير التعامل معه”.
في 27 يونيو/حزيران 2007، سقط مروان ميتاً من شرفة الطابق الرابع في مبنى سكني راقٍ كان يقطنه في لندن. ولم يُعرف ما إذا كان قد سقط بالخطأ أم دُفع من الشرفة للتخلص منه. ورتبت السلطات المصرية جنازة كبرى لمروان، وعدَّته بطلاً يستحق التكريم.
وفي عام 2019، حُكم على الناشر المصري خالد لطفي بالسجن 5 سنوات، بتهمة توزيع كتاب يتناول الرواية التي تقول إن مروان كان عميلاً لإسرائيل، على أساس أن الكتاب يكشف أسراراً عسكرية مصرية.
بينما أصدرت شبكة نتفليكس فيلماً يحمل عنوان “الملاك”، عام 2018، ويسلط الضوء على دور مروان في حرب 1973.