بدا المشهد مرعبا في الساعات الأولى من صباح السبت، غداة أسوأ حادث قطارات تشهده الهند في تاريخها، بين صفوف الجثث التي انتشلها عمال الإنقاذ من بين العربات المتداخلة.
مجموعة متشابكة من العربات المدمرة هو كل ما تبقى من اصطدام ثلاث قطارات أحدها للشحن والآخران لنقل المسافرين مساء الجمعة بالقرب من بالاسور على بعد حوالى 200 كيلومتر من بوبانسوار عاصمة ولاية أوديشا.
وقالت السلطات التي تخشى استمرار ارتفاع عدد قتلى الكارثة إن 288 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 850 آخرين.
وطوال الليل كانت حصيلة الضحايا ترتفع وإدارة خدمة الطوارئ تضيف عدد الجثث التي يتم جمعها. وأشار المدير العام لخدمات الإطفاء في ولاية أوديشا سودانشو سارانجي صباح السبت إلى وجود “إصابات خطيرة”. وأضاف أن عدد القتلى قد يقترب من 380.
وذكر الناجي أرجون داس لقناة تلفزيونية بنغالية إنه سمع دويا شديدا ثم رأى أشخاصًا يسقطون من مقاعد علوية، وقفز من القطار. وقال “كان الناس يصرخون طلباً للمساعدة … كان الجرحى في كل مكان داخل الحافلات وعلى طول القضبان”.
وتابع “أريد أن أنسى تلك المشاهد”.
من جهته قال ناجٍ في تصريح لمحطة إخبارية محلية إنه كان نائما عندما وقع الحادث، واستفاق ليجد نفسه عالقا تحت نحو عشرة ركاب، وتمكّن لاحقا من إيجاد سبيل للخروج من المقصورة وقد أصيب في عنقه وذراعه.
عربات مدمرة
أدت قوة الاصطدام إلى تطاير العربات في الهوء. ويبدو أن الصدمة أدت إلى التواء أجزائها المعدنية.
في مكان المأساة، كانت الأمتعة الشخصية للركاب مبعثرة، من حذاء طفل هنا إلى حقيبة وأكوام من الملابس هناك، أو عالقة تحت الحطام المعدني وبقايا مقاعد العربات.
وظهرت في لقطات بثتها محطات التلفزيون المحلية ليل الجمعة السبت صفوفا طويلة من الجثث التي لف بعضها بأكفان بيضاء، يحملها رجال الإنقاذ على نقالات. من أجل إخراج ناجين محتملين، فتحت فرق الإغاثة ثغرات في الهياكل المعدنية للعربات على أمل العثور على أشخاص محاصرين داخلها.
كان الباحث أنوبهاف داس (27 عاما) في آخر عربة في القطار الثاني عندما سمع “صراخا وأصواتا مرعبة قادمة من مسافة بعيدة”.
وبقيت العربة سليمة وقفز من دون أن يصاب بأذى بعد أن توقفت. وصرح الشاب لوكالة فرانس برس “رأيت مشاهد دامية وجثثا مشوهة ورجل بترت ذراعه يساعده ابنه المصاب”.
واضاف “لم أعد قادرا على إحصاء الجثث قبل مغادرة الموقع. الآن أشعر بالذنب”.
ناجون ملطخون بالدماء
تابع المتفرجون من بعيد صباح السبت وهم في حالة صدمة جهود رجال الإنقاذ لإخراج أي ناج.
وبلا توقف، قامت سيارات إسعاف بنقل الجرحى إلى مستشفى بادراك حيث كان ناجون تغطيهم الدماء وفي حالة صدمة، يعالجون في قاعات مزدحمة أساسا.
وإلى جانب سيارات الإسعاف، نقلت حافلات أيضًا مصابين إلى مستشفيات أخرى قريبة اصطف أمامها متطوعون للتبرع بالدم.
وبدا أن الأطباء أنفسهم يشعرون بأن وضع الاحتياجات يفوق إمكانياتهم.
وتجمع حشد كبير أمام مدخل مستشفى منطقة بادراك بينما كانت سيارات الاسعاف تواصل رحلاتها ذهابا وإيابا.