بوليوود ظلت بعيدة عن ويلات الصراع الطائفي بين المسلمين والهندوس وهذا بفضل نجومها المسلمين وزيجات النجوم بين الهندوس والمسلمين وقيمها الليبرالية، وكانت صناعة السينما الهندية بطريقة ما ترياقا ضد الصراع. إلا أن فيلما مسيسا بشكل كبير ويثير الكراهية ضد المسلمين وأنتج بميزانية منخفضة اسمه “قصة كيرالا” والذي بدأ عرضه هذا الشهر يقترح أن سجل التسامح هذا في خطر.
فقد أدى الجدل حوله إلى مواجهات طائفية ومقتل شخص على الأقل واعتقال 100 في ولاية مهاراشترا الغربية. وبدأ الصراع حتى قبل عرض الفيلم الأخير والذي يدور حول قصة خيالية عن امرأة هندوسية تعتنق الإسلام وتصبح متطرفة.
وفي اللقطات الترويجية للفيلم زعم معدوه أن حوالي 32,000 فتاة من الولاية في جنوب الهند أجبرن على اعتناق الإسلام وشاركن مع الجماعات المتطرفة في سوريا واليمن. وهذه مبالغة صارخة كما تقول المجلة، فلم ينضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية سوى 20 رجلا وامرأة تركوا الولاية المزدهرة والمعروفة بنسب التعليم العالي فيها لكي ينضموا إلى تنظيم الدولة.
كل هذا لم يمنع ناريندا مودي وحزبه بهارتيا جاناتا من تبني الفيلم وبحماس. وفي أثناء حملة انتخابية له في الولاية الجنوبية قال رئيس الوزراء إن الفيلم “كشف عن شكل جديد من الإرهاب”. وأعلنت ولايتان تابعتان لبهارتايا جاناتا عن إعفاءات ضريبية للفيلم. وكتب الوزير الأكبر في ولاية آسام تغريدة على “تويتر” قال فيها: “يجب على الجميع مشاهدة هذا الفيلم مع بناتهم”.
وأمام حماسة الحزب الحاكم فقد شجبت المعارضة الفيلم. وقال الوزير الأكبر الشيوعي لكيرالا إن الفيلم هو من إنتاج “سام بريفار” وهي منظمة هندوسية متطرفة، وقررت دور السينما في تاميل نادو وقف الفيلم وحظرته ولاية غرب البنغال، مع أن المحكمة العليا الهندية ألغت قرار منع العرض.
وتقول المجلة إن “قصة كيرالا” يستغل قصة حفنة من المسلمين الذين تحولوا للتشدد من أجل دعم نظريات المؤامرة التي تدعو إليها المنظمات الهندوسية المتطرفة والمعروفة باسم “جهاد الحب” والتي تتهم الرجال المسلمين بتصيد الفتيات غير المسلمات. ونظريات مؤامرة كهذه يثيرها ويحرض عليها قادة حزب بهارتيا جاناتا، وقادت لزيادة في العنف ضد غير الهندوس كما ورد في تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية هذا الشهر، المتعلق بالحرية الدينية: “حصلت الهجمات ضد الأقليات الدينية بما في ذلك القتل والتخويف والاعتداءات طول العام”.
وأشارت الصحيفة إلى فيلم يدعو للفرقة والانقسام وتبناه المتطرفون الهندوس وهو فيلم “ملفات كشمير”، وهو فيلم مؤيد للهندوس حول المأساة المستمرة في ولاية كشمير وعرض العام الماضي، ومال بشكل كبير نحو حزب مودي وسياساته في الإقليم. ويعرض الفيلم في أكثر من 1,500 دار عرض في الهند ومزيد في الخارج ويمثل توجها مثيرا للقلق عن التعاون المتزايد بين سياسة مودي الشوفينية والثقافة الشعبية الهندية.