وزارة الداخلية البريطانية أعلنت عن مراجعة في تأشيرات مُنحت لرجال دين إيرانيين وسط مخاوف من استخدام رجال دين معادين مدخلا “خلفيا” إلى بريطانيا. ويُفهم من ذلك أن روبرت جينريك، وزير الهجرة، قلق حول ما إذا تم اتخاذ الإجراءات الكافية قبل منح التأشيرات.
ويخشى الوزير من إمكانية تسلل رجال دين يمثلون خطرا على الأمن القومي إلى بريطانيا من خلال الحصول على تأشيرة من نوع “عامل ديني” أو “رجل دين”. وأمر جينريك بتحقيق داخلي ومراجعة التأشيرات والتأكد من اتخاذ إجراءات الفحص، والتأكد من ملفات المتقدمين والتحقق من أنه لم يجر أي نوع من استغلال النظام. وتأتي هذه الإجراءات وسط خلافات داخل الحكومة البريطانية حول تصنيف الحرس الثوري في إيران كجماعة إرهابية، وهو موضوع وصل إلى طريق مسدود.
وتدفع وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان نحو اعتبار الحرس الثوري جماعة إرهابية، في وقت اتهمت وزارة الخارجية بعرقلة التحرك من أجل الحفاظ على “منفذ” أو قنوات اتصال مع طهران. والتقت بريفرمان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته يوم الجمعة إلى لندن، وناقشا التصدي للإرهاب العالمي. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن اللقاء تركز على “الموضوع الإيراني” والحاجة “لتشكيل جبهة دولية موحدة ضد إيران ومنع برنامجها النووي”.
واتهم جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم أي فايف) إيران بالتآمر لاغتيال واختطاف عشرة مقيمين في بريطانيا العام الماضي.
وأعدمت طهران في الشهر الماضي بريطانياً- إيرانياً بتهمة التجسس. ويقوم المسؤولون البريطانيون ببناء حالة ضد الحرس الثوري حيث قدمت المخابرات معلومات أمنية، ولكن النقاش حول تصنيف الحرس قد توقف بعدما حذر وزير الخارجية جيمس كيلفرلي من أن الضغط باتجاه الإجراء قد يضر بالمصالح البريطانية.
إلا أن إيران فرضت عقوبات على كل من جينريك والوزير بوزارة الداخلية توم توغينات. وقال لورد غودصن، عضو مجلس اللوردات ومدير مركز “بوليسي إكسجينج” إن “إيران هي أكبر تحد لمصالح بريطانيا الوطنية. ولا يمكن أن تصبح تأشيرة عامل ديني ورجل دين كمدخل خلفي للمتطرفين المحتملين إلى البلد”. وتم منح 100 تأشيرة لرجال دين إيرانيين منذ عام 2005، وذلك بحسب دراسة قام بها المركز، ومن بينهم حصل ثمانية على إقامة في بريطانيا.
وذكر البحث عن نفس الفترة، أنه تم رفض 44 طلبا، وأن أكبر عدد رفضت فيه الطلبات جاء في الفترة ما بيم 2007- 2008 حيث وصلت العلاقات بين البلدين لدرجات متدنية. وهناك طريقان يمكن لرجال الدين الإيرانيين من خلالهما دخول بريطانيا، الأولى تأشيرة عامل ديني حيث يمنح فترة إقامة لعامين، أما الثانية فهي تأشيرة رجل دين والتي تمنح إقامة 3 أعوام وشهرا، وبعد خمسة أعوام يمكن التقدم بطلب إقامة دائمة.
وتقول صحيفة التلغراف إن مركز “بوليسي إكسجينج” بدأ بمتابعة موضوع الأئمة الإيرانيين بعد القلق الذي أثير حول المركز الإسلامي لإنكلترا، والذي وصف بأنه “مكتب لندن” للحرس الثوري. ويتهم المركز بأنه مركز للنظام الإيراني، ويتم تعيين مديره من قبل مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر، ألقى مديره سيد هاشم موسوي، كلمة وصف فيها المحتجين الإيرانيين بأنهم “أعداء” و”جنود الشيطان”، وقال إن النساء اللاتي رفضن ارتداء الحجاب ينشرن “السموم”. وقال متحدث باسم المركز الإسلامي، إنه “منظمة دينية وثقافية بحتة ويقدم خدمات اجتماعية”.