عثر محام لنائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، على مجموعة من الوثائق المصنفة “سرية” في منزل بنس، الأسبوع الماضي، وسلم تلك الوثائق إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، وفقاً لما ذكرته عدة مصادر مطلعة على الأمر لشبكة CNN، الثلاثاء.
وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي وفرع الأمن القومي بوزارة العدل مراجعة لتلك الوثائق، وكيفية وصولها إلى منزل بنس في ولاية إنديانا.
وشغل بنس منصب نائب الرئيس الأميركي في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بين 2017 إلى 2020، وألمح بنس إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024.
واكتشفت الوثائق السرية في منزل بنس الجديد في كارميل بولاية إنديانا، بواسطة محام يعمل لدى بنس، وسط أزمة العثور على وثائق سرية في منزل الرئيس الأميركي جو بايدن ومكتبه .
ويأتي الإعلان عن الكشف عن الوثائق بعدما نفى بنس مراراً وجود أي وثائق سرية بحوزته.
وقالت “سي إن إن” إن من غير الواضح طبيعة تلك الوثائق، ومدى حساسيتها أو سريتها.
وذكرت أن فريق بنس ينوي إبلاغ الكونجرس بالأمر، الثلاثاء.
ويأتي ذلك، بعد أيام على تفتيش وزارة العدل الأميركية منزل بايدن الخاص في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، السبت، في إطار تحقيق بشأن تعامله مع الوثائق السرية، وعثورها على 6 وثائق إضافية، بعدما تم الإعلان عن العثور على وثائق أخرى في مكتبه ومنزله، وهو ما أثار تخوفات بشأن تقويض الأزمة أجندة بايدن، وكذلك فرصه في الترشح لولاية ثانية في 2024.
وقالت المصادر إن بنس طلب من فريقه القانوني القيام بعملية فحص شامل لمنزله، “توخياً للحيطة”، وأضافت أن محامي بنس بدأ في مراجعة أربعة صناديق مخزنة في منزل بنس الأسبوع الماضي، وعثر على “عدد صغير من الوثائق التي تحمل علامة سري”.
وأبلغ محامي بنس، الأرشيف الوطني، عن تلك الوثائق فور العثور عليها، وأبلغ الأرشيف وزارة العدل بدوره.
وقال محامي لنائب الرئيس السابق لـ”سي إن إن”، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي طلب نقل الوثائق في ذات الليلة، وأن بنس وافق على ذلك.
وحضر عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الميداني في إنديانابوليس إلى منزل بنس، وأخذوا الوثائق.
والاثنين، قام فريق بنس القانوني بنقل الصناديق إلى العاصمة واشنطن، وسلموها إلى الأرشيف الوطني لمراجعة بقية المواد امتثالاً لقانون السجلات الرئاسية.
وفي خطاب إلى الأرشيف الوطني، قال جريج جايكوب ممثلاً عن بنس إن “مجموعة صغيرة من الوثائق التي تحمل تصنيف سري وضعت عن غير قصد ضمن صناديق نائب الرئيس ونقلت إلى منزله”.
وتابع: “نائب الرئيس بنس لم يكن على علم بوجود أي وثائق حساسة أو سرية في مقر إقامته. نائب الرئيس يتفهم الأهمية الكبيرة لحماية المعلومات الحساسة والسرية، ويبقى مستعداً وعازماً على التعاون الكامل مع الأرشيف الوطني وأي تحقيق متعلق بالموضوع”.
ووضعت المواد السرية أولاً في صناديق بمنزل مؤقت لبنس في ولاية فيرجينيا قبل نقلها إلى إنديانا، وفقاً للمصادر.
ولم تكن الصناديق مخزنة في أماكن مؤمنة، لكن لدى اكتشافها “تم نقلها إلى مكان آمن بالمنزل”.
وقال محامي بنس إن مكتبه بالعاصمة واشنطن خضع لتفتيش أيضاً، ولم يعثر فيه على أي سجلات يشملها قانون السجلات الرئاسية.
وتأتي تلك الأنباء، فيما يتعامل محققون مع العثور على وثائق سرية بمنازل ومقار تخص الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب.
كما تأتي في وقت تدور فيه التوقعات بشأن استعداد بنس للترشح للرئاسة في 2024.
وعقب الإعلان عن العثور على وثائق سرية في مكتبه في 9 يناير، قال بايدن، أيضاً، إنّه لا علم له بمحتوى الوثائق، وقال: “لقد أبُلغت بما تمّ العثور عليه وفوجئت عندما علمت أنّ وثائق متعلّقة بالحكومة نُقلت إلى ذاك المكتب، لكنّي لا أعرف ما تحتويه تلك الوثائق”.
ومنذ مداهمة منزل الرئيس السابق في مارالاجو من قبل عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي في أغسطس، واصل بنس إصراره على أنه لا يملك أي مواد سرية منذ مغادرته المنصب.
وقال بنس لوكالة “أسوشيتدبرس” في أغسطس: “لا، ليس على حد علمي”، لدى سؤال عما إذا كان يملك وثائق سرية.
وفي نوفمبر، سألته قناة “آي بي سي نيوز” في منزله الجديد في إنديانا عما إذا كان قد أخذ أي وثائق سرية من البيت الأبيض، ورد قائلاً: “لا، لم أفعل”.
وتابع: “حسناً، لا يوجد سبب لتكون بحوزتي وثائق سرية، خاصة إذا كانت في مكان غير مؤمن”، لكنه أضاف: “أعتقد أنه كانت هناك طرق كثيرة أفضل لمعالجة القضية بدلاً من تنفيذ مذكرة تفتيش لمقر إقامة رئيس سابق للولايات المتحدة”.
وقالت مصادر لـ”سي إن إن”: “فيما قام فريق بنس الرئاسي بمهمة جيدة وصارمة بشكل عام في مراجعة وترتيب الوثائق، وإعادة أي ملفات سرية أو غير سرية يشملها قانون السجلات الرئاسية، يبدو أن هذه الوثائق السرية سقطت سهواً خلال تلك العملية، لأن أغلب تلك المواد تم حزمها ونقلها بشكل منفصل من مقر إقامة نائب الرئيس مع أوراقه الشخصية”.
وفي مقر إقامة نائب الرئيس في واشنطن، خلال شغله المنصب، كان هناك مكان مؤمن للوثائق السرية، ولذا فإن من الشائع وجود وثائق سرية هناك له لمراجعتها.