ضابط عراقي سابق ، تلقى مكالمة، من شخص كان عدوا لدودا له، ويعمل راعيا في بلدة كانت معقلا قويا لتنظيم داعش ، وبحوزته معلومات يريد مشاركتها، بشأن كنز مدفون.
وأضاف: “كان الراعي وعلى مدى سنوات عنصرا في تنظيم الدولة، وأحد سكان البلدة بعج، والتي اجتاحتها أعمال اللصوصية التي عمت شمال العراق عام 2014 والدم الذي سفك في أعقاب ذلك وسط الهرج والمرج. وقد منحته حرفته كراع يعتني بقطيعه فرصة لتكوين نظرة خاصة عن عناصر التنظيم، وهم يوطدون سيطرتهم على محافظة الموصل، وبعد أن خرجت المنطقة عن سيطرتهم حيث قاتلهم الجيش والتحالف الدولي”.
وأضاف المراسل، أن الراعي كان يجلس على أكبر سر من أسرار التنظيم، مكان خزن فيه التنظيم الهارب ثرواته. ولديه معرفة في مكان محدد دفن فيه مقاتلو التنظيم 3 ملايين دولار، ولو قام الضابط الذي يدعى عياض بحفر المكان فإنه سيشترك بالغنيمة معه. واتصل الراعي مع الضابط السابق لمعرفته أن لديه المعارف والصلات التي تساعده على إنجاز المهمة.
وتذكر عياض ما حدث في قهوة جبلية بشمال العراق قائلا: “ثم ارتكبت الخطأ واتصلت مع ابن عمي الذي كان يعمل في المخابرات ويستطيع الذهاب إلى هناك بسهولة أكثر مني وطلبت منه أخذها، ووافق”. وكان القرار الذي اتخذه عياض واحدا من عدة قرارات اتخذها آخرون في السنوات التي أعقبت هزيمة تنظيم الدولة في معارك العراق وسوريا، حيث بدأت الفترة الأكثر فوضوية في تاريخ الشرق الأوسط تكشف عن أسرارها.
فمن صحراء البلدين ووسط دمار المدن، يكشف الآن عن كم من الثروات على يد جماعات غير محتملة. وتشكلت تحالفات كانت في السابق مستحيلة بين الأعداء في وقت تمزقت فيه شبكات عائلية أثناء عملية البحث عن كنوز داعش.
فمن جزر الفرات وتحت الآبار في الأنبار والمصارف الصحية بالمدينة القديمة في الموصل وفي بيوت غير معلمة بمحافظة نينوى، بدأت تظهر الكنوز التي خبأها التنظيم في خزنة مؤقتة وتحتوي على سبائك الذهب والمجوهرات والدولارات. ولا يعرف أحد ما تم دفنه في أثناء هروب تنظيم الدولة، إلا أن المبالغ التي تم الكشف عنها مغرية بدرجة كافية لمن يريدون العثور عليها من المسؤولين والباحثين عن الكنوز.
وقال عضو سابق في تنظيم الدولة ويعيش اليوم في سوريا: “هذه ليست أسطورة” و”لم يتبق سوى عدد قليل من الأشخاص الذين يعرفون مكان الترسانة، وأجرى بعض سجناء تنظيم الدولة صفقات مع الشيطان بينهم والحرس الجشعين، مقابل حريتهم مقابل الثراء”.
وفي حالات أخرى جرت مواجهات لسنوات بين المليشيات ووحدات الجيش والقبائل والجواسيس قرب مخبأ يشتبه بدفن الملايين فيه، على أمل أن يحرف المنافس نظره أو يفقد الاهتمام. وبات عناصر التنظيم السابقون مثل الراعي رصيدا مهما للباحثين عن ثروات التنظيم. وقال عياض إن الراعي وافق على الانتماء للتنظيم لأنه أجبر على الاعتراف بالواقع. و”كان يريد حصة فغنيمة الحرب هي لعبة عادلة”.
وتبع قريب عياض الذي أخذ معه شخصين الإرشادات وذهب إلى بعج و”أخبرته بأن يمشي حتى نهاية قناة للري والإتجاه لليمين عدة أمتار والبدء بالحفر.
وقال إنه عثر على برميل بلاستيكي يستخدم للمخللات ومغطى بشبكة، وطلب مني الرأي. ولأنني خبير متفجرات طلبت منه قطع السلك خشية أن تكون مفخخة، وكانت الأموال هناك مغلفة بعناية”. ومن بين كل العراق تمثل الموصل المكان الأرجح للعثور على الكنوز للباحثين عنها من ضباط الشرطة وسجناء التنظيم ورجال المخابرات.
وحتى بعد إعادة المدينة وإعمار المسجد النوري الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي عن “خلافته” كشفت الأنقاض عن مفاجآت. وقبل عامين اكتشف ضابط شرطة عراقي حقيبة فيها 1.5 مليون دولار في بيت مدمر.
وقال: “قمت بعدها وقررت تسليمها للحكومة”. واعتقد الضابط أن من واجبه الإخبار عنها وأضاف:”هل تعرف ماذا قالوا لي؟ أين البقية، بدلا من شكري وحصلت على الشك والمشاكل، وأتمنى أنني لم أخبرهم عن المال وفي المرة التالية لن أفعل”.
وأشار الضابط للجروح الخمسة التي أصيب بها أثناء قتال التنظيم، ثلاث رصاصات وشظيتان، معلقا: “ماذا قدمت لنا الدولة مقابل تضحياتنا؟ لا شيء”. وقال إن هناك كنزين قرب مكتبه في المدينة القديمة، واحد قرب معلم اعتبرته اليونسكو من التراث العالمي، ولا أحد يستطيع الاقتراب منهما نظرا لوجود كاميرات، ولعدم اتفاق الأطراف المهتمة على الجهة التي يجب أن تحصل عليها وكم.
وزارت صحيفة الغارديان واحدا من الموقعين في تشرين الثاني/نوفمبر ولاحظت وجود حفر جديد في الطابق الأرضي. وقال رجل كان فيه “حفرت حسبما قيل لي ولم أعثر إلا على حقيبة فيها متفجرات وبراز” و”هناك شيء لكنه أخذ”.
وقالت الصحيفة، هناك على الحدود الغربية مع سوريا، تبحث المليشيات الشيعية عن الكنوز. وأخبرهم السجناء أن أكبر الكنوز دفنها التنظيم في ثلاجات ووضع فيها السبائك والأموال النقدية بمدينة القائم الحدودية.
وقال أحد عناصر المليشيات: “لم نعثر عليها” و”لكنها مدفونة في مكان ما هناك”. وفي جنوب القائم هناك كنز من 16 مليون دولار لم يلمسه أحد منذ دفنه في بئر، ولم يتجرأ أحد على الحفر خوفا من المليشيات الشيعية، وتنظيم الدولة، والعشائر والمسؤولين العراقيين الذين يخشى بعضهم البعض، وقال مصدر مقرب من قيادة حزب الله في العراق: “نظر الجميع لهذا ومنذ وقت طويل ولو حاولت جماعة الحصول عليه فستقوم الجماعة الأخرى بقتلهم، ويمكن استخراجه من البئر لكن نقله إلى مكان آمن مستحيل”.
وقال مسؤول استخباراتي في أربيل إنهم لا يعرفون من بين سجناء تنظيم الدولة الذين يعرفون مكان الكنوز و”كل ما نعرفه أنهم يعانون من نقص الأموال والخيارات” و”عادوا للطرق الأولى مثل التهريب والأساليب الأخرى ولم يعد لديهم القدرة على جبي الضرائب من أحد”.
وقالت الصحيفة إنه حين عاد قريب عياض من مهمة البحث عن الكنز أخبره أنه لم يعثر على شيء في البرميل وفشلت المهمة و”لم أصدقه، وأخبرتني زوجته لاحقا أنها شاهدت المال في البيت، 3 ملايين دولار”.
وأضاف أنه “اشترى ثلاث فلل بعد ذلك ولا يزال يقول لي إنه لم يعثر على شيء”. وعاد الراعي خاوي الوفاض أيضا.
وقال: “كان أكبر ندم في حياتي الثقة بابن عمي” و”أعرف أن هناك الكثير من الكنوز لكن هذا هو الكنز الوحيد الذي أعرف عنه. وكنت ضابطا بالجيش العراقي عندما سقطت الموصل وعدت لقتال تنظيم الدولة مع الدفاع الوطني، ودفعنا جميعا ثمنا باهظا لإعادة بناء البلد لكن الثمن الأكبر دفعته على يد عائلتي”.