استهدفت شبكة هاكاثون على مستوى الاتحاد الأوروبي مجموعات إجرامية كانت تستخدم الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لتجنيد اللاجئين واستغلالهم. فكيف كشفت هذه الشبكة المجموعات الإجرامية؟
في وقت سابق من هذا الشهر، نظمت المنصة الأوروبية متعددة التخصصات لمكافحة التهديدات الإجرامية (EMPACT) يوم عمل مشترك، استهدفت خلاله الشبكات الإجرامية التي تعتمد في عملها على استخدام مواقع الويب ومنصات التواصل الاجتماعي لتجنيد الضحايا بهدف استغلالهم جنسياً.
شارك في أول هاكاثون عبر الإنترنت على مستوى الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاتجار بالبشر، بدعم من يوروبول (وكالة إنفاذ القانون الأوربية) ويوروجست (المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات)، وسلطات إنفاذ القانون من 20 دولة.
والهاكاثون هو حدث تلتقي فيه مجموعة من الخبراء معًا وتركز على إيجاد طرق لحل المشكلة نفسها أو للتحقيق فيها خلال فترة زمنية محدودة. يمكن أن يتخذ هذا الأمر شكل عمل جماعي ويمكن ممارسته وتطبيقه على مجموعة واسعة من القضايا أو المشاكل المختلفة.
جمع يوم العمل 85 خبيراً من مختلف سلطات إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي في أكاديمية الشرطة الهولندية في أبلدورن. شاركت عشرون دولة في الحدث كان منها ألبانيا وبلجيكا وفنلندا وألمانيا وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة وأوكرانيا.
ركز الخبراء على مكافحة الشبكات الإجرامية التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وشبكة الويب العادية والشبكة المظلمة للقيام بالاتجار بالبشر. مقارنة بمجالات الجريمة الأخرى – مثل الاتجار بالمخدرات أو الاتجار بالأسلحة – فإنه من الصعب تحديد مؤشرات الاتجار بالبشر على الإنترنت.
استغلال الضعفاء
تم خلال يوم العمل جمع معلومات استخبارية جنائية لتحديد هذه المؤشرات فيما يعد جزءًا من مكافحة الشبكات الإجرامية التي تستخدم الإنترنت لاستغلال الأشخاص الأكثر ضعفاً. على وجه الخصوص ، استهدف المحققون المتاجرين بالبشر الذين حاولوا إغراء اللاجئين الأوكرانيين.
قالت يوروبول في بيان إن “الإنترنت والاتجار بالبشر مرتبطان ببعضهما البعض”. لاحظ الهاكاثون أيضاً أن العديد من منصات الوسائط الاجتماعية وتطبيقات المواعدة والمجموعات الخاصة عبر الإنترنت يتم “الاستيلاء عليها” من قبل الأفراد المتورطين في الاتجار بالبشر للاستغلال الجنسي أو في العمل.
ووفقًا لليوروبول، فإن هؤلاء الأفراد “يحاولون تضليل سلطات إنفاذ القانون وتجنب كشف هوياتهم”. ومع ذلك، فإن الجهود المشتركة لأجهزة إنفاذ القانون في المنصات التي تمت مراقبتها ويحتمل تقديمها لخدمات جنسية وعمليات تجنيد وإيواء أو نقل للضحايا قد جمعت الكثير من المعلومات الاستخبارية.
اللاجئون معرضون لخطر الاستغلال
أعربت “المنظمة الدولية للهجرة (IOM)” عن مخاوفها بشأن مخاطر الاتجار بالبشر وكذلك الاستغلال الجنسي والاعتداء على الأشخاص الفارين من الحرب في أوكرانيا.
فر أكثر من سبعة ملايين شخص من أوكرانيا، بما في ذلك الآلاف من مواطني البلدان الثالثة TCNs (وهم الأفراد العابرين و/أو المتقدمين للحصول على تأشيرات في بلدان ليست بلدانهم الأصلية). غالباً ما يؤدي تدهور الوضع الإنساني وما ينتج عنه من تحركات واسعة النطاق ومعقدة إلى تهديد متزايد للسلامة الشخصية، مما يزيد من تعرض الأشخاص المتنقلين لخطر الاستغلال.
وفي الوقت الذي يصعب فيه تحديد حالات الاتجار بالبشر في أعقاب النزوح الجماعي مباشرة، تشير التقارير الأولية من داخل وخارج أوكرانيا إلى احتمال قيام المتاجرين بالبشر باستغلال نقاط ضعف أولئك الفارين من الحرب.
وقد تم بالفعل الإبلاغ عن حالات عنف جنسي، كما كانت هناك مؤشرات على استغلال محتمل من قبل الأفراد الذين يعدون بتوفير مواصلات أو خدمات.
يجب على الأفراد والمؤسسات التي تقدم المساعدة في النقل والإقامة القيام بعملها بالتنسيق مع وكالات الحماية المحلية، كما يجب عليهم تسهيل التسجيل ومشاركة تفاصيل الاتصال وطرق النقل ومواقع الإقامة من أجل توفير الإشراف والحماية المناسبين.
معرضون لخطر الإتجار بالبشر
تشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة (IOM) إلى أن الأشخاص الفارين من أوكرانيا “ينتمون في الغالب إلى أسر يعيلها فرد واحد بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن – وبعضهم غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عن ذويهم – ورعايا دول أخرى”، كما يقول المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو.
أضاف فيتورينو أنه “يمكن أن تكون هذه المجموعات معرضة بشكل خاص لخطر الاتجار بالبشر لأنها تغادر منازلها بشكل غير متوقع وقد تتعرض شبكاتها العائلية وأمنها المالي إلى تهديدات خطيرة.”
في عام 2021، حددت المنظمة الدولية للهجرة في أوكرانيا أكثر من 1000 ضحية للاتجار بالبشر وقامت بتقديم المساعدات لهم. هذا العام، واستجابةً للحرب في أوكرانيا، كثفت المنظمة من جهودها لإنشاء موارد ووسائل لمنع الاتجار بالأشخاص سواء في أوكرانيا أو بين أولئك الذين يتنقلون في جميع أنحاء المنطقة.
حالياً، تتعاون المنظمة الدولية للهجرة مع الوكالات الحدودية والشركاء الحكوميين لتنفيذ آليات منع الاتجار مثل نشر وإدراج رسائل الحماية، وتوفير معلومات تم التحقق منها إلى جانب زيادة الوعي لتمكين اللاجئين ومواطني البلدان الثالثة من اتخاذ قرارات مستنيرة إلى جانب زيادة الوعي بالمخاطر.
النتائج الرئيسية
ساعد التعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرة والتكنولوجيا في رسم خرائط أفضل لهذا المشهد الإجرامي كما ساهم في خدمة تحقيقات جديدة.
– رصد 114 منصة على الإنترنت بشكل إجمالي، منها 30 تتعلق باللاجئين الأوكرانيين المستضعفين؛
– فحص 53 منصة على الإنترنت يشتبه في ارتباطها بالاتجار بالبشر، منها 10 تتعلق باللاجئين الأوكرانيين المستضعفين.
– فحص خمس منصات على الإنترنت مرتبطة بالاتجار بالبشر، منها أربعة تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال على شبكة الإنترنت المظلمة.
– تحديد 11 من المتاجرين بالبشر المشتبه بهم، 5 منهم مرتبطون بالاتجار بالبشر، وبالتحديد بالمواطنين الأوكرانيين المستضعفين.
– تم تحديد 45 ضحية محتملة، 25 منهم يحملون الجنسية الأوكرانية.
– تحديد 20 منصة ذات صلات محتملة بالاتجار بالبشر لمزيد من التحقيق والرصد.
– فحص 80 شخصاً / اسم مستخدم، من بينهم 30 تتعلق بالاستغلال المحتمل للمواطنين الأوكرانيين المستضعفين.
على الرغم من أن الإجراءات ركزت بشكل أساسي على الاتجار بالبشر بهدف الاستغلال الجنسي، فقد بحث المشاركون أيضاً عن أدلة لتحديد أشكال أخرى من الاستغلال، بما في ذلك الاستغلال في العمل.
تمكن المحققون من استكشاف مجموعة واسعة من المواقع الإلكترونية وغيرها من المنصات على الإنترنت للاتجار بالبشر والأنشطة الإجرامية الأخرى. تشمل هذه المنصات وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المواعدة ومنصات الإعلانات والمساعدات والمنتديات وتطبيقات الرسائل. كما قام المحققون بفحص المنصات على الشبكة المظلمة فيما يتعلق بالاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت.
دعم اليوروبول تنسيق الأنشطة التشغيلية، وسهّل تبادل المعلومات وقدم الدعم التحليلي. في يوم العمل، أرسل اليوروبول خبيرين إلى مركز التنسيق لتسهيل تبادل المعلومات بسرعة والتحقق من المعلومات التشغيلية من خلال مقارنتها بقواعد بيانات اليوروبول. قدم هذا الدعم مزيدًا من خيوط التحقيق إلى الخبراء المشاركين من سلطات إنفاذ القانون الوطنية المعنية.
ومع ذلك، وفي حين أن الأرقام التي تم التوصل إليها خلال هاكاثون اليوروبول مثيرة للقلق، فمن المحتمل أنها مؤشر على مشكلة أكبر بكثير.
غطى الهاكاثون اللاجئين الأوكرانيين الذين لديهم وضع محدد بوضوح وحق تلقائي في اللجوء في الاتحاد الأوروبي. لكن المجموعات الأخرى من المهاجرين وطالبي اللجوء، وخاصة أولئك الذين لم يخضعوا لنظام اللجوء بعد، كان من الصعب رصدهم. ومن المحتمل أن تكون أرقام المهاجرين غير المسجلين الذين وقعوا ضحايا للاتجار بالبشر واستغلالهم أعلى وأكثر تعقيدًا في معالجتها.