نشرت منظمة حقوقية مقطعا مصورا يوثق اعتراض رجال ملثمين لقارب مهاجرين قبالة سواحل جزيرة رودس اليونانية، واتهمت السلطات اليونانية بتنفيذ عملية صد القارب أول أمس الأحد 18 أيلول/سبتمبر، مشيرة إلى أنه كان يحمل 35 شخصا كانوا يحاولون عبور بحر إيجه انطلاقا من السواحل التركية المجاورة.
“يريدون إغراقنا.. إنهم اليونانيين.. حسبنا الله ونعم الوكيل”، بصوت مرعوب يحاول مهاجر توثيق ما تعرض له أثناء محاولته عبور بحر إيجه برفقة عشرات آخرين على متن قارب صغير قبالة سواحل جزيرة رودس اليونانية، التي تقع على بعد حوالي 18 كيلومترا جنوب غرب تركيا.
المنظمة الحقوقية “آيجيان بوت ريبورت” تحققت من الفيديو الذي نشرته على حسابها أمس الإثنين، واتهمت السلطات اليونانية بتنفيذ عملية الصد بحق المهاجرين يوم الأحد 18 أيلول/سبتمبر. مشيرة إلى أن مركبا يتبع للسلطات البحرية اليونانية اعترض قارب المهاجرين وأعاده قسرا باتجاه المياه التركية.
خلال أقل من دقيقة واحدة ورغم الصور المتقطعة، يمكن رؤية القليل من الرعب الذي عاشه المهاجرون والخوف الذي تملكهم بعدما اعترضهم رجال ملثمين وسط البحر.
A rubber boat carrying 35 people was pushed back outside Rhodes on Sunday. In the video we can clearly see three masked men, in what seems to be 🇬🇷 naval uniforms, in a RIB belonging to the @HCoastGuard, ID number is visible, ΛΣ-1037, stationed on Rhodes.@PrimeministerGR pic.twitter.com/cg4GrqUN1n
— Aegean Boat Report (@ABoatReport) September 18, 2022
ويظهر في الفيديو ثلاثة رجال يرتدون زيا أسود اللون وأقنعة تغطي وجوههم، فيما قالت المنظمة إنهم يتبعون للبحرية اليونانية موضحة أنهم كانوا على متن مركب يتبع لحرس السواحل اليوناني، إذ يظهر رقم تعريف المركب في الفيديو “ΛΣ-1037”.
وتحقق حساب عمليات المراقبة في البحر المتوسط (SAR watch Med) من الفيديو، ونشر صورة تعود لعام 2018 لمركب يوناني أثناء عملية تدريب، يطابق رقم تعريفه لما يظهر في الفيديو المنشور يوم الأحد.
Freeze-frame: this rib looks like it has orange color on its bottom. Or is it a sort of reflection of something orange? Usually this type of hellenic coastguard boats are grey. https://t.co/yjSnQP4ieJ pic.twitter.com/ubnm6j11Mm
— Daphne Tolis (@daphnetoli) September 19, 2022
في عام 2021، سجل تقرير للمنظمة نفسها 629 حالة إبعاد غير قانوني لمهاجرين كانوا يبحرون قبالة جزر بحر إيجة، أكثر من نصفهم قرب ليسبوس وساموس. وتقدر المنظمة أنه منذ آذار/مارس 2020، أبعدت السلطات بشكل يخالف القانون الدولي حوالي 26 ألف شخص من الأراضي اليونانية باتجاه تركيا.
وفي عام 2016، وقع الاتحاد الأوروبي وتركيا اتفاقية تم بموجبها تقديم أموال لدعم السلطات التركية من أجل استضافة المهاجرين الذين يدخلون البلاد، والتزمت أنقرة بوقف محاولات العبور إلى تركيا. لكن في بداية عام 2020، على إثر أزمة دبلوماسية وسياسية بين البلدين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده البرية المشتركة مع اليونان، حيث تجمع الآلاف على الحدود أملا بالعبور، لكن السلطات الأوروبية أغلقت الحدود أمامهم ومنعتهم من دخول الأراضي اليونانية.
وزارة الدفاع التركية توجه اتهامات جديدة لليونان
نشرت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على تويتر فيديو، قالت إن طائرتها المسيرة التقطته قبالة سواحل إزمير غرب البلاد يوم الأربعاء الماضي 14 أيلول/سبتمبر، ويوثق اعتراض خفر السواحل اليوناني لمهاجرين نقلتهم السلطات قسرا إلى قاربين مطاطين قبل أن تدفعهم باتجاه المياه التركية.
1⃣On September 14, 2022, a Turkish Navy UAV detected irregular migrants being transferred to two inflatable boats and pushed back towards Turkish territorial waters by a Greek Coast Guard boat in the northwest of Çeşme, Uzunadalar. pic.twitter.com/ghOIDp4a61
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) September 16, 2022
ويوم الجمعة 16 أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات التركية وفاة خمسة مهاجرين على الأقل غرقا قبالة سواحل منطقة تشيشمة في إزمير، بعدما فشلت محاولتهم ببلوغ البر اليوناني وتعرضهم لعملية صد قسرية من قبل البحرية اليونانية.
وعلى الحدود البرية المشتركة بين البلدين، تواجه اليونان أيضا اتهامات بالتعامل العنيف مع طالبي اللجوء وانتهاك حقوقهم، وانتشرت تقارير عدة توثق قيام حرس الحدود اليوناني بصد المهاجرين على الحدود بشكل منهجي والتعامل معهم بعنف قبل إعادتهم إلى الضفة التركية، أو تركهم على جزر صغيرة داخل نهر إيفروس دون أي مساعدة أو دعم.
وكشف تقرير نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في نيسان/أبريل الماضي، عن استخدام قوات الأمن اليونانية لأشخاص من دول ثالثة (قد يكونون هم بأنفسهم مهاجرين) يعملون كمساعدين للشرطة التي تحتجز طالبي اللجوء على الحدود البرية عند نهر إيفروس. وتسلم السلطات المهاجرين الذي تعترضهم إلى رجال ملثمين يجبرونهم على ركوب قوارب صغيرة ويأخذونهم إلى منتصف نهر إيفروس، ليلقوا بهم هناك لإجبارهم على العودة إلى الضفة التركية.