قالت منظمة حقوقية تونسية يوم الثلاثاء إن عدد المهاجرين التونسيين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية قفز إلى 13500 في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 23 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرة إلى أن الأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة في البلاد وراء هذا الارتفاع.
وزادت وتيرة وصول قوارب الهجرة بشكل ملحوظ من سواحل تونس هذا الصيف، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عائلات بأكملها تشارك في رحلات القوارب.
وتحدث رمضان بن عمر المسؤول في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن وصول 2600 قاصر و640 امرأة و500 أسرة تونسية إلى السواحل الإيطالية في رحلات غير شرعية عبر البحر هذا العام.
وأضاف أن عدد الغرقى قبالة السواحل التونسية هذا العام بلغ حوالي 570.
وتونس في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية حادة تهدد بإفلاس المالية العامة، بينما بلغ التضخم 8.6 في المئة وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود.
ومنذ أن سيطر الرئيس قيس سعيد على السلطات التنفيذية العام الماضي ثم شدد قبضته لاحقا على كل السلطات تقريبا في خطوة وصفها معارضوه بأنها انقلاب، سقطت تونس في أتون أزمة سياسية حادة.
ويقول سعيد إنه يسعى لإعادة هيكلة السياسة التونسية بعد “عقد من الخراب والفساد” وإنه لا يسعى لتكريس حكم استبدادي عكس ما يروجه خصومه.
ووافق التونسيون على دستور جديد يمنح الرئيس سلطة أكبر بكثير في استفتاء أجري في يوليو تموز وشهد نسبة إقبال منخفضة بلغت 30.5 في المئة.
وقال بن عمر لرويترز “إن الوضع الاقتصادي السيء لم يعد سببا وحيدا لتنامي الرحلات غير الشرعية نحو إيطاليا. هناك أزمة سياسية خانقة وتراجع في الحريات بالإضافة إلى توتر اجتماعي وخدمات عامة انهارت وفقدان الأمل لدى التونسيين”.
وأوضح أن السلطات التونسية منعت أكثر من 23500 تونسي من الوصول إلى السواحل الإيطالية بإحباط نحو 1800 عملية عبور.
ويتزايد استخدام المهربين لسواحل صفاقس وجرجيس والمهدية على البحر المتوسط كمنصات انطلاق للمهاجرين المتجهين بالقوارب إلى أوروبا.
وقام مئات الآلاف برحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط في السنوات الأخيرة.