تعرّضت ألبانيا لهجوم الكتروني جديد استهدف شرطتها، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الالبانية السبت متهمة مجددا إيران، بعد ثلاثة أيام من قرار تيرانا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعدما حملتها مسؤولية هجوم مماثل في تموز/يوليو.
وأورد بيان الداخلية أن “الانظمة المعلوماتية للشرطة الوطنية تعرضت الجمعة لهجوم الكتروني، نفذته بحسب المعلومات الأولية الجهات نفسها التي هاجمت في تموز/يوليو أنظمة الخدمات العامة والحكومية في البلاد”.
وتابعت الوزارة في بيانها “بغية تحييد العمل الإجرامي وضمان أمن الأنظمة” وضعت السلطات الأنظمة المعلوماتية لمراقبة الموانئ البحرية والجوية والمعابر الحدودية، خارج الخدمة.
وندّد رئيس الوزراء إيدي راما في تغريدة بـ”هجوم سيبراني جديد (ارتكبه) المهاجمون أنفسهم الذين سبق أن دانتهم الدول الصديقة والحليفة لألبانيا”.
والأربعاء قطعت تيرانا العلاقات الدبلوماسية مع طهران على خلفية الهجوم السيبراني.
والعلاقات بين البلدين متوترة منذ سنوات على خلفية استضافة ألبانيا أعضاء في منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة في المنفى والتي تعتبرها طهران “إرهابية”.
والأربعاء اتّهم راما إيران بالوقوف خلف “هجوم إلكتروني ضخم ضد بنى تحتية رقمية تابعة للحكومة الألبانية تهدف إلى تدميرها” في 15 تموز/يوليو الماضي. وأضاف أن “تحقيقًا معمّقًا قدّم لنا دليلًا لا لبس فيه” على أن الهجمات “دبّرتها ورعتها” طهران.
وكانت تلك المرة الأولى التي تعلن فيها تيرانا عن تعرّضها للهجوم المذكور.
وأعلن رئيس الوزراء الألباني حينها أن “مجلس الوزراء قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمفعول فوري”.
وقال إن “الهجوم المذكور فشل” مضيفًا أن “الأضرار يمكن اعتبارها بسيطة نظرًا إلى أهداف المهاجم. أصبحت كافة الأنظمة من جديد مشغّلة بشكل كامل ولم يحصل حذف بيانات لا يمكن الرجوع عنه”.
وأعلن أن السفارة الإيرانية لدى تيرانا تلقّت إخطارًا رسميًا يطلب من جميع الموظفين الدبلوماسيين والتقنيين والإداريين والأمنيين مغادرة أراضي ألبانيا في غضون 24 ساعة.
ودانت طهران “بشدة” السبت قرار تيرانا قطع العلاقات الدبلوماسية، واعتبرت أنه استند “إلى مزاعم لا أساس لها وذات دوافع سياسية” وأنه “خطوة غير مدروسة وتفتقر الى بعد النظر في العلاقات الدولية”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية أن “الجمهورية الإسلامية الايرانية هي واحد من البلدان المستهدفة بالهجمات الإلكترونية على بنيتها التحتية، وترفض وتدين أي استخدام للفضاء السيبراني كأداة لمهاجمة البنية التحتية الحيوية للدول الأخرى“.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات على وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية والوزير المسؤول عنها إسماعيل خطيب، على خلفية الهجوم السيبراني الذي أعلنت تيرانا في السابع من أيلول/سبتمبر أنها تعرضت له.
وسبق أن تعرّضت الجمهورية الإسلامية لهجمات سيبرانية خصوصا في العام 2010 بواسطة الفيروس الإلكتروني “ستوكسنت” الذي يعتقد أن إسرائيل طوّرته بالتعاون مع الولايات المتحدة والذي استهدف برنامجها النووي.
وفي العام 2013، وافقت ألبانيا على أن تستقبل على أراضيها بطلب من واشنطن والأمم المتحدة، أعضاء في منظمة “مجاهدي خلق”، وقد استقر الآلاف منهم في أراضيها.
بعد عقود من العزلة على الساحة الدولية في عهد الدكتاتور الراحل أنور خوجة، انفتحت ألبانيا على الغرب بعد سقوط النظام الشيوعي مطلع التسعينات، فانضمّت إلى الناتو عام 2009 وترشّحت إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
ودعمت منظمة مجاهدي خلق بادئ الأمر الثورة التي قادها آية الله روح الله الخميني في العام 1979 وأطاحت نظام الشاه، لكنّها سرعان ما عارضت نهجه وسعت إلى إطاحة نظامه.
وتنظم الحركة باستمرار مؤتمرات في المجمع الذي شيّدته قرب تيرانا ويؤوي نحو ثلاثة آلاف عضو من المعارضين الإيرانيين المنفيين.
وتحظى الحركة بتأييد أعضاء محافظين في الحزب الجمهوري الأميركي بينهم نائب الرئيس السابق مايك بنس الذي زار المعارضين الإيرانيين في المجمّع الجديد.
وهذا العام، أرجئت قمة المعارضة الإيرانية التي كانت مقررة في تموز/يوليو، “لأسباب أمنية” لم يُكشف عنها.