مجلة رولينغ ستون: ترامب أخبر طاقم البيت الأبيض أنه يريد حماية وثائق الفضيحة الروسية

يعتقد الرئيس السابق ، الذي غادر البيت الأبيض ومعه مجموعة من المواد الحساسة ، أن هناك وثائق من شأنها أن تكشف مؤامرة ديب ستايت ضده – وأخبر المقربين أنه بحاجة لحمايتهم من الإدارة المقبلة

في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض ، أخبر دونالد ترامب كبار مستشاريه أنه بحاجة إلى الاحتفاظ بوثائق معينة متعلقة بروسيا لمنع أعدائه من تدميرها.

وتتعلق الوثائق بالتحقيق الفدرالي في التدخل الروسي في الانتخابات التي فاز بها عام 2016، وفي نهاية رئاسته دفع ترامب وفريقه باتجاه رفع السرية عما يطلق عليها بوثائق “الفضيحة الروسية”، حيث اعتقدوا أنها ستكشف عن مؤامرة الدولة العميقة ضده. ونقلت المجلة عن شخص على معرفة وثيقة بالوضع ومصدر أخر مطلع على الأمر قولهما إن ترامب عبر لعدد من الأشخاص الذين يعملون معه في داخل وخارج البيت الأبيض عن قلقه من قيام إدارة جو بايدن أو المفترض أنها “الدولة العميقة” بتمزيق ودفن “الأدلة” التي تكشف عن ظلم تعرض له بطريقة ما.

اهتمام ترامب بالمحافظة على المواد المتعلقة بروسيا ذات صلة بتفتيش مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) مقر إقامته في مار إي لاغو في فلوريدا. ومنذ عملية التفتيش رفض ترامب الحديث عن المواد الحساسة والسرية التي قام أف بي آي بمصادرتها. ويعتبر ترامب الوثائق أنها “ملكه” وطلب من المحامين الجدال في المحكمة بأنها وثائق تعود لملكيته الخاصة.

ولم يكشف أف بي أي إلا القليل عن عملية التفتيش ولا يعرف إن كانت هناك وثائق تتعلق بروسيا أو التدخل في الانتخابات. ورفض متحدث باسم ترامب الرد على أسئلة تتعلق بالموضوع. وألمح ترامب ومدي الاستخبارات الوطنية السابق بان هناك وثائق تتعلق بروسيا وحاول أف بي أي الحصول عليها. وقال ترامب في مقابلة إذاعية بداية أيلول/سبتمبر “اعتقد أنهم ظنوا أنها شيء يتعلق بروسيا، روسيا أو الخدعة الروسية”. و “كانوا خائفين من وجود أشياء هناك ومواد جزء من مهزلتهم”. وقال جون راتكليف مدير الاستخبارات الوطنية السابق لشبكة سي بي أس بأنه لا يعرف بمحتوى السجلات “لكنني لن أفاجأ من وجود سجلات تتعلق (بروسيا) فيها”. وقبل شهر من انتخابات 2020 رفع راتكليف السرية عن الطريقة التي حصلت فيها الولايات المتحدة على “تحليل استخباراتي روسي” يتعلق بحملة هيلاري كلينتون. وكتب راتكليف إن المجتمع الأمني لم يكن قادرا على تحديد فيما إن كانت المعلومات “مبالغ فيها أم مفبركة”.

وعارضت جينا هاسبل، مديرة سي آي إيه السابقة وبول ناكاصن، مستشار الأمن القومي حينها نزع السرية عن الوثائق لأنها ستكشف عن الطريقة التي حصل فيها جواسيس أمريكا على المعلومات.

وبالتأكيد اعتقد عدد آخر من المسؤولين على معرفة بالنقاشات الداخلية إن رفع الحظر سيكشف عن مصادر حساسة. وقال مسؤول استخبارات سابق “كانت الوثيقة من مكان حساس ستعرف مكانه لو كنت روسيا”. قال “كانت هناك الكثير من القرائن التي تعطي الروس صورة عن مصدرها”. وعبر مسؤولون آخرون عن قلقهم من راتكليف سيكشف عن معلومات قد تضر بالمصادر الاستخباراتية الأمريكية “لقد شعرنا بالقلق بأنهم يحاولون مواجهة ما وافقت عليه لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عام 2017 من تقييم استخباراتي ورفع السرية وبطريقة انتقائية عن معلومات سرية قامت بجمعها الاقلية في مجلس النواب لمواجهة الرواية من أن روسيا كانت تفضل ترامب” حسبما قال مسؤول آخر. وتوصل تقييم عام 2017 إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل في انتخابات 2016 لأنه اراد فوز ترامب، وهي نتيجة اعترف بها بوتين نفسه في القمة التي عقدها مع الرئيس السابق في عام 2018 بهلنسكي، فنلندا.

 إلا أن الجمهوريين في مجلس النواب رفضوا بقيادة ديفين نيونز النتيجة رغم تقبل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للنتيجة.  وكانت مقاومة المجتمع الاستخباراتي لمحاولات ترامب رفع السرية عن المواد الحساسة المتعلقة بروسيا والانتخابات- وبالتحديد التقرير السري الذي أعده نيونز يعارض تقييم 2017، وراء تفكير ترامب عزل جينا هاسبل في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث نقل حلفاءه الموثقين لمراكز حساسة، حسبما أوردت سي أن أن في حينه. ولم يعزل ترامب هاسبل ولم يتم الكشف عن المواد السرية لمجلس النواب، لكن ترامب ومدير طاقمه مارك ميدوز ظلا يحاولان رفع السرية عن معلومات اعتقدا أنها مفيدة لرواية ترامب عن محاكمته من قبل “الدولة العميقة”. وفي مذكرة إلى القائم بأعمال وزير العدل والمسؤولين الاستخباراتيين أرسلت قبل يوم من أداء بايدن القسم وزعم فيها أن وزارة العدل أرسلت له ملفا من المعلومات حول تحقيق “كروسفاير هوريكين” في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2020. وزعم أن الوزارة أرسلت له الملف لكي يقرر أي من المعلومات يجب رفع السرية عنها.

وتضم المواد “نسخا من عمليات تنصت قام بها أف بي أي لمساعدي ترامب، ونسخة رفعت عنها السرية من أمر بالإنذار النهائي لقانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية وأقرته محكمة استخبارات وأوامر التكليف واستخلاص المعلومات للمصدرين وهم كريستوفر وستيفان هالبر”، حسب جون سولومون، ممثل ترامب للأرشيف الوطني. وكتب ميدوز، مدير طاقم البيت الأبيض لاحقا أنه “قام شخصيا بالنظر في كل صفحة” من الوثائق للتأكد من أن الأجزاء التي تم الكشف عنها لن “تكشف مصادر وأساليب”، كما وصف إحباطه من محاولات التعطيل التي مارستها وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي.

وعمل ميدوز وترامب على نشر مواد “حتى الدقيقة الأخيرة” قبل تنصيب بايدن. وأرسل ترامب مذكرة في 19 كانون الثاني/يناير إلى أف بي آي قبل فيها تظليل الأجزاء وأمر برفع السرية. وأتبع ميدوز المذكرة بمذكرة أخرى في يوم تنصيب بايدن، ولم يتم نشر المواد. وفي سلسلة من مقابلات “بودكاست” سجلت قبل تفتيش أف بي أي لمقر ترامب قدم المسؤول السابق الذي عمل مع نيونز ثم في إدارة ترامب، كاش باتيل صورة أوضح عن خطة إدارة ترامب وزعم أن ترامب طلب منه الحصول ونشر على المواد التي يطلق عليها “الفضيحة الروسية” والتي أرسلها مستشار الأبيض القانوني إلى الأرشيف الوطني في الأيام الأخيرة من عمر الإدارة.


Rolling Stone


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية