شاهد: عناصر من الشرطة الفرنسية يوجهون إهانات للمهاجرين في كاليه

Anti-riot policemen arrest a migrant. Credit: PHILIPPE HUGUEN/AFP/Getty

نشرت منظمة “مراقبو حقوق الإنسان” (Human Rights Observers) مقطعا مصورا يوم الجمعة 22 تموز/يوليو التقطه شاب مهاجر، ويظهر فيه عناصر من الشرطة الفرنسية بزيهم الرسمي وهم يعاملون المهاجرين بطريقة مهينة ويوجهون إساءات لهم، في مدينة كاليه الساحلية شمال فرنسا. وتطالب المنظمة غير الحكومية بمحاسبة هؤلاء العناصر وفرض عقوبات تأديبية عليهم.

عند التطرق إلى الحديث عن وضع المهاجرين في مدينة كاليه شمال فرنسا، لا يمكن إغفال ذكر الضغوط المتزايدة التي يتعرضون لها من قبل الشرطة الفرنسية، وسياسة تفكيك مخيماتهم المتوزعة على أطراف المدينة بشكل شبه يومي.

سخرية واستهزاء

إهانات لفظية وتعامل مهين وإذلال يظهر في مقطع فيديو يدوم لمدة دقيقة ونصف، والذي يوثق لحظة إيقاف دورية من الشرطة الفرنسية (CRS) مهاجرين قرب خيامهم، يوم 12 تموز/يوليو الجاري.

بلهجة ساخرة يوجه أحد عناصر الشرطة أوامر لمهاجر: “أغلق هاتفك”، ثم يقول له “أدر وجهك”، فيما نسمع حديث يدور بين شرطيان، يقول أحدهما للآخر “ألا تريد وضعهم على الأرض؟”. ومن ثم بناء على أوامر الشرطة يجلس المهاجرون جميعهم على الأرض، فيما نسمع الشرطي يقول “هذه أفضل فكرة تقولها طوال اليوم”، فيضحك الآخر ساخرا من وضع المهاجرين.

يستمر إذلال المهاجرين من قبل العناصر الذين يبتسمون ويضحكون باستمرار، فيقول أحدهم “ألا تريد جعلهم يضعون أيديهم على رؤوسهم؟”، ليجيبه شرطي آخر باستهزاء “لا، تلك حركة استعمارية، سوف نتجنب ذلك”.

وبعدها، يسأل أحد العناصر إذا كان هناك أحد من بين المهاجرين يجيد اللغة الإنكليزية، لكن المهاجرين يقولون “لا”، وهنا نسمع أحد عناصر الشرطة وهو يأمر المهاجرين باللغة العربية “سكّر فمك” (أغلق فمك). ومن ثم يضحك مستهزئا منهم “هذه ليست اللغة الإنكليزية، لكنهم يفهمونها”.

ينتهي الفيديو باهتزاز الصورة وكأن أحد العناصر بدأ يضرب المهاجر الذي كان يصوّر المشهد.

مطالبة بمحاسبة عناصر الشرطة

بعد ثلاثة أيام على تصويره الحادثة، أرسل الشاب الفيديو إلى منظمة “مراقبي حقوق الإنسان” موضحا أنه قبل أن يبدأ التصوير، كانت سيارة لقوات حفظ النظام تسير باتجاههم وكانوا يخشون من أن يتعرضوا للدهس. لذلك بدأ الشاب بتصوير ما يحدث بشكل سري، بعدما توقفت سيارة الشرطة ونزلت منها الشرطة التي بدأت بالتعامل العنيف مع المهاجرين، حسب شهادة المهاجر الذي صوّر الفيديو.

واستنادا على إفادة المهاجر وهذا الفيديو، قررت المنظمة غير الحكومية التوجه إلى مؤسسة “المدافع عن الحقوق” (جهة رسمية)، ونبّهت محافظة كاليه والنائب العام مما حدث، وطالبت بأن يتم اتخاذ إجراءات تأديبية، “على الأقل” ضد عناصر الشرطة الذين يسهل التعرف على وجوههم التي تبدو واضحة في المقطع المصور.

لكن يبدو أن الأمور لن تفضي إلى اتخاذ خطوات فعلية من جانب السلطات، حسبما تشير المنظمة.

عنف الشرطة من هذا النوع يحدث طوال الوقت

وتقول لور سابورو، محامية وعضو في المنظمة غير الحكومية لمهاجرنيوز “نائب المحافظ في إجازة ولسنا متأكدين من أن المدعي العام سيفعل أي شيء، رغم أننا نعتقد أن الطريقة التي تتحدث بها الشرطة إلى المنفيين وجعلهم يجلسون مثل الكلاب عناصر كافية لاتخاذ إجراءات”.

بالنسبة للناشطة، يظهر هذا الفيديو جزءا من الواقع المنسي الذي يعيشه المهاجرون بعيدا عن أنظار سكان المدينة وعدسات التصوير. “عنف الشرطة من هذا النوع يحدث طوال الوقت. والفارق الوحيد فيما حدث مؤخرا هو أن ذلك كان مصوّرا”.

في كاليه، أصبحت التوترات بين الشرطة والمهاجرين أمرا شائعا، في ظل تردي الظروف المعيشية في المخيمات العشوائية التي تؤوي أكثر من ألف مهاجر ممن يأملون بالعبور إلى المملكة المتحدة.

وفي تقريرها السنوي قالت منظمة “مراقبو حقوق الإنسان” الحقوقية غير الحكومية إنها سجلت 1,226 عملية إخلاء لمخيمات المهاجرين العام الماضي في مدينة كاليه وحدها، بمعدل 25 عملية إخلاء أسبوعية. وأشارت إلى أن المهاجرين لا يتلقون دعما بعد عمليات الإخلاء، ويجدون أنفسهم مشردين في الشوارع، بعد مصادرة أو “تدمير أماكن إقامتهم”، دون تقديم حلول لإعادة إيوائهم.

حاول فريق مهاجرنيوز التواصل مع محافظة كاليه، لكن لم يتلق أي رد حتى اللحظة.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية