أكثر من 1,400 مهاجر ينتظرون “ميناءاً آمناً” على متن سفن الإنقاذ في البحر المتوسط

ينتظر 1,422 مهاجرا على متن سفن تابعة لمنظمات إنسانية أنقذتهم من الغرق في البحر المتوسط خلال الأيام الماضية، بعدما خاطروا بحياتهم على متن “قوارب الموت”. المنظمات غير الحكومية تدعو السلطات الأوروبية إلى تعيين “ميناء آمن” لإنزال الناجين، وتشدد على ضرورة إنشاء “ممر آمن حتى لا يضطر أحد للمخاطرة بحياته في المستقبل”.

منذ يوم السبت وحتى يوم الأربعاء 27 تموز/يوليو، لم تتوقف طواقم سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات الإنسانية عن انتشال مهاجرين كانوا مهددين بالغرق، بعدما غادروا سواحل شمال أفريقيا، لا سيما ليبيا، على متن قوارب متهالكة ومكتظة.

وينتظر حاليا ما مجموعه 1,422 ناجيا على متن ثلاث سفن إنقاذ، بانتظار أن تسمح لهم السلطات الأوروبية بالنزول في أحد موانئها القريبة.

“كانوا سيُتركون للغرق”

منذ يوم الاثنين وحتى مساء الأربعاء، نفذ طاقم سفينة “جيو بارنتس” تسع مهمات إنقاذ، وبات إجمالي عدد الناجين على متن السفينة التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” 596 شخصا، بينهم نساء وأطفال وقاصرين غير مصحوبين بذويهم.

واستنكرت المنظمة غير الحكومية الواقع المأساوي في البحر المتوسط، وقالت في تغريدة “إن إنقاذ القوارب التي تتعرض للخطر هو التزام قانوني. بدون عمل المجتمع المدني لإنقاذ الأرواح، كان 596 ناجيا على متن جيو بارنتس سيُتركون ليغرقوا في وسط البحر المتوسط. كل حياة بشرية لها أهميتها”.

نصف الناجين من القاصرين

“لا أستطيع النوم دائما. عندما أغمض عيني أرى كل الأهوال التي حدثت لي. كنت عاملة تنظيف لمدة عامين في ليبيا. كان الأمر صعبا وعنيفا. تعرضت للضرب، وكانوا يسيئون معاملتي”، تقول الفتاة نورا التي كانت من بين الأشخاص الذين أنقذتهم سفينة “أوشن فايكنغ”.

ونشرت منظمة “أس أو أس ميدتيرانيه” المشغلة للسفينة شهادة الفتاة التي لا يتجاوز عمرها 15 عاما، وهي واحدة من 387 مهاجرا أغاثتهم فرق الإنقاذ بين يومي الأحد والإثنين 24 و25 تموز/يوليو.

وأشارت المنظمة أن حوالي نصف الناجين لا يتجاوز عمرهم 18 عاما، و80% منهم خاضوا رحلة عبور المتوسط غير مصحوبين بذويهم.

السبت والأحد 23 و24 تموز/يوليو أنقذت سفينة “سي ووتش 3” الألمانية، التابعة لمنظمة غير حكومية تحمل الاسم نفسه، 444 مهاجرا خلال خمس عمليات إنقاذ مختلفة.

واضطرت السلطات الإيطالية إلى إجلاء أشخاص عبر طائرة مروحية كان بينهم امرأة حامل بسبب تردي وضعها الصحي، وطفل برفقة والديه كان يعاني من حروق شديدة ناجمة، غالبا ما يعاني منها المهاجرون بسبب تعرضهم لفترات طويلة لأشعة الشمس الحارقة إضافة إلى تلامس جسدهم بمزيج مياه البحر المالحة مع الوقود المتسرب من محرك القارب.

ولا يزال 439 مهاجرا على متن السفينة بانتظار تعيين ميناء آمن لهم.

وفي فيديو نشرته على تويتر، قالت آن رئيسة العمليات على متن السفينة “نحن بحاجة إلى ميناء آمن الآن لجميع الأشخاص الذين تم إنقاذهم من المحنة في البحر. ونحن بحاجة إلى ممر آمن حتى لا يضطر أحد للمخاطرة بحياته في هذه الرحلة الخطرة في المستقبل مرة أخرى”.

في الأيام الأربعة الأخيرة، “تعرض 128 قاصرا للحرارة والشمس على متن سي ووتش 3، بينهم 116 قاصرا غير مصحوب بذويه. وكان لا بد من إجلاء أحدهم للتو لأسباب طبية. وأبلغنا بالفعل محكمة الأحداث في باليرمو لأنهم جميعا بحاجة إلى مساعدة عاجلة على البر”.

ويشهد البحر المتوسط محاولات عبور متزايدة في ظل تحسن الأحوال الجوية وتردي الظروف المعيشية في ليبيا، إذ وصل إلى المياه الإيطالية أكثر من ألف مهاجر على متن زوراق صيد وقوارب خشبية خلال الأيام القليلة الماضية، وأنزلهم خفر السواحل في كالابريا وجزيرة لامبيدوزا.

لكن تمكّن هذه الأعداد المتزايدة من الوصول إلى إيطاليا لا يعني أن عبور المتوسط على متن هذه القوارب المتهالكة أمرا آمنا، فالسلطات الإيطالية عثرت في قارب صيد كان يحمل 647 مهاجرا يوم السبت الماضي على خمس جثث لمهاجرين قضوا عطشا بعد إمضائهم أيام عدة على متن المركب المكتظ دون مياه وطعام كاف.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية