مجلس الأمن الدولي يواجه صعوبة من أجل إبرام اتفاق مساعدات لسوريا مع انتهاء التفويض

انتهى يوم الأحد تفويض من مجلس الأمن الدولي لتسليم مساعدات من الأمم المتحدة لنحو أربعة ملايين شخص في سوريا من تركيا في الوقت الذي يواجه فيه الدبلوماسيون صعوبة في التوصل إلى اتفاق مع روسيا التي تبادلت انتقادات لاذعة مع الولايات المتحدة بشأن تجديد العملية.

A boy carries food aid given by UN’s World Food Programme in Raqqa, Syria April 26, 2018. REUTERS/Aboud Hamam

وقال دبلوماسيون إن أيرلندا والنرويج ما زالتا تعملان للتوصل إلى حل وسط ولكن من غير المرجح إجراء تصويت يوم الأحد ولذلك سيتم إغلاق عملية المساعدات الضخمة التي تقدمها الأمم المتحدة. وانتهى التفويض في عام 2020 ولكن تم تجديده بعد يوم واحد في خامس محاولة للمجلس.

وقال مارتن جريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة لقناة (سي.بي.سي) التلفزيونية الكندية يوم الأحد إن العملية، التي تقدم مساعدات تشمل الغذاء والدواء والمأوى، تمثل شريان الحياة وإذا لم يتسن استمرارها “سيموت الناس”.

واستخدمت روسيا يوم الجمعة حق النقض (الفيتو) ضد تمديد العملية لمدة عام ثم أخفقت في إجازة اقتراح تقدمت به لتجديد العملية لمدة ستة أشهر مع زيادة الجهود الدولية لعملية إعادة الإعمار.

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إن التمديد لستة أشهر لا يمثل مدة كافية لقيام مجموعات الإغاثة بالتخطيط والعمل بكفاءة.

وتحدثت ليندا توماس جرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الأحد مع جماعات إغاثة أبلغتها أنه بدون عملية الأمم المتحدة لن تتم تلبية 70 في المئة من الاحتياجات الغذائية.

وقالت على تويتر إن “جيلا كاملا في خطر. طلبت المنظمات غير الحكومية (جماعات الإغاثة) من مجلس الأمن مواصلة العمل لإنقاذ هذه الأرواح … عملنا طوال عطلة نهاية الأسبوع مع مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى حل وسط”.

ورد دميتري بوليانسكي نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة على تويتر‭‭ ‬‬قائلا إن روسيا لا تحاول قتل عملية الأمم المتحدة ولا تريد سوى أن تجعلها أكثر كفاءة وشفافية.

وقال بوليانسكي بعد تصويت المجلس يوم الجمعة إن موسكو ستواصل استخدام حق النقض ضد أي نص بخلاف نصها.

وتقول روسيا إن عملية المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وتقول إنه يجب تسليم المزيد من المساعدات من داخل البلاد مما يثير مخاوف المعارضة من وقوع المساعدات الغذائية والمساعدات الأخرى تحت سيطرة النظام .

ويعد تصويت مجلس الأمن على عملية الإغاثة قضية مثيرة للخلاف منذ فترة طويلة ولكنها تأتي هذا العام أيضا وسط توترات متزايدة بين روسيا والدول الغربية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير شباط.

وفي عام 2014، أجاز المجلس توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا. لكن روسيا والصين، اللتين تتمتعان بحق النقض، قلصتا ذلك إلى نقطة حدودية تركية واحدة فقط.


reuters


دبلوماسيون: مساعدات الأمم المتحدة لسوريا عبر تركيا ستستمر على الأرجح حتى يناير

 قال دبلوماسيون يوم الاثنين إن مجلس الأمن الدولي سيسمح فيما يبدو بإيصال مساعدات من الأمم المتحدة لنحو أربعة ملايين في شمال غرب سوريا من تركيا حتى يناير كانون الثاني، وذلك بعد مشاحنات استمرت لأيام مع روسيا بشأن مدة استمرار هذه العملية.

وانتهي تفويض العملية يوم الأحد. وكان ذلك التفويض يسمح بإيصال الغذاء والدواء والمأوى منذ 2014 لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا. وتفويض مجلس الأمن مطلوب لاستمرارها لأن السلطات السورية لم توافق عليه.

ومن المقرر أن تصوت الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعددها 15 دولة، على مشروع قرار قدمته أيرلندا والنرويج يضاهي مشروع قرار روسي لم يحظ بالتأييد لدى طرحه للتصويت يوم الجمعة. وعارضته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لأنها قالت إن ستة أشهر لن تكفي جماعات الإغاثة للتخطيط والعمل بفاعلية.

ولم يتضح بعد متى سيتحدد موعد التصويت في مجلس الأمن.

واستخدمت روسيا في البداية حق النقض يوم الجمعة لحجب قرار بالتمديد للتفويض لمدة عام وكان القرار يحظى بتأييد 13 دولة بينما امتنعت الصين عن التصويت. وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة إن بلادة ستواصل استخدام حق النقض ضد أي مشروع قرار غير الذي قدمته.

وقال ريتشارد جوان مدير قسم الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية “تمكن الروس من التحكم في نتيجة تلك العملية لكنهم كانوا بمفردهم طوال الطريق” مشيرا إلى أن الصين حاولت حشد التأييد للوصول لحل وسط ولم تشارك روسيا في الاعتراض بالفيتو.

ولم يحظ مشروع القرار الروسي الذي طرح في المقابل يوم الجمعة سوى بتأييد روسيا والصين وامتنعت 10 دول عن التصويت عليه.

ترى روسيا أن عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة لسوريين عبر تركيا تنتهك السيادة السورية ووحدة الأراضي وتقول إن المزيد من المساعدات يجب أن يتم إيصاله من داخل البلاد مما زاد من مخاوف المعارضة من أن الغذاء ومساعدات أخرى ستقع تحت سيطرة النظام .

وتصويت مجلس الأمن على تجديد تفويض إيصال المساعدات قضية شائكة منذ فترة طويلة لكنه يأتي هذا العام وسط تصاعد للتوتر بين روسيا والقوى الغربية بسبب غزو أوكرانيا.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية