أوصت المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشح رسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي. وأصبح على زعماء الاتحاد اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً في الأمر، لكن أمام الدولتين عملية انضمام طويلة وصعبة ستستغرق سنوات.
أوصت المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشح رسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة (17 يونيو/حزيران 2022).
وتقدمت كييف بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر شباط/فبراير الماضي. كما تقدمت كل من مولدوفا وجورجيا بطلبين مماثلين.
وبناء على توصية المفوضية الأوروبية، أصبح على زعماء الاتحاد الأوروبي الآن اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً في هذا الصدد.
وقالت أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية في عدة تغريدات على حسابها بموقع تويتر: “نوصي بمنح أوكرانيا وضع المرشح، على أساس أن البلد سيجري عددًا من الإصلاحات المهمة. أظهرت أوكرانيا بوضوح التزامها بالوفاء بالقيم والمعايير الأوروبية. وشرعت قبل الحرب في طريقها نحو الاتحاد الأوروبي”.
Today, the @EU_Commission has adopted its Opinions on the membership applications of Ukraine, Moldova and Georgia, after assessing them against our rigorous standards ↓
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) June 17, 2022
https://t.co/BuBLz0Fbdt
ومن الممكن أن يصدر القرار في هذا الشأن الأسبوع المقبل عندما يجتمع زعماء التكتل خلال القمة الأوروبية المزمعة في بروكسل في 23 و24 حزيران/يونيو.
وتواجه كل من أوكرانيا ومولدوفا عملية انضمام طويلة وصعبة حتى لو تم منحهما صفة المرشح. وفي حالة أوكرانيا، فإن التركيز الرئيسي سيكون على تعزيز الحكم الرشيد وسيادة القانون وتدابير معالجة الفساد.
ومن المرجح أن يجري منح جورجيا صفة الدولة المرشحة فقط بعد استيفاء شروط معينة، وفقا لمصادر في دوائر المفوضية. مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو، ويبدو أنه من المرجح أن يتم منح جورجيا وضع “مرشح محتمل لعضوية الاتحاد الأوروبي” في الوقت الحالي.
أوكرانيا الآن أقرب إلى الاتحاد الأوروبي
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو” أوكرانيا تتمتع بدعم 4 دول أوروبية مؤثرة”، مضيفاً أن بلاده الآن أقرب إلى الاتحاد الأوروبي من أي وقت منذ استقلالها.
وقال زيلينسكي إن أوروبا يمكن أن تكتب قصة جديدة عن الحرية و”تقضي أخيراً على المنطقة الرمادية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا” بفضل شجاعة الرجال والنساء الأوكرانيين.
وقدم الرئيس الأوكراني طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير الماضي. وبعد ذلك بوقت قصير، قدمت مولدوفا وجورجيا طلباتهما الخاصة.
من جانبها اتهمت وزارة الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي بـ”التلاعب” بكييف بعدما اقترحت المفوضية الأوروبية منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا حسبما نقلت عنها وكالات أنباء روسية “نرى كيف يتلاعب المجتمع الغربي منذ سنوات عديدة بفكرة أن تشارك أوكرانيا في هياكل الاندماج الخاصة به (…) ومذاك الحين، أوكرانيا أصبحت أسوأ”، مضيفة أن كييف “لن يكون لها مستقبل مشرق”.
دعم أوروبي
وفي حين أن بعض دول الاتحاد الأوروبي، ومنها هولندا والدنمرك، لا تدعم ترشيح المزيد من الدول لعضويته، فقد حصل الرئيس الأوكراني فولوديمير على دعم فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا أمس الخميس.
وسيكون وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى إليه أوكرانيا منذ 2014 عندما أطاحت الاحتجاجات في كييف برئيس مؤيد لروسيا، علامة فارقة في طريقها للتحول من جمهورية سوفيتية سابقة إلى اقتصاد متقدم في أكبر تكتل تجاري في العالم.
ومع ذلك، من المتوقع أن يستغرق الطريق نحو نيل العضوية سنوات، إذ يتطلب الأمر تنفيذ إصلاحات واسعة للقضاء على الفساد المستشري. وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى الفساد على وجه الخصوص خلال زيارة إلى كييف في 11 يونيو حزيران.
ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية، تُعد أوكرانيا واحدة من أكثر دول العالم فساداً مع احتلالها المرتبة 122 من أصل 180 دولة.
وتوقف “توسع” الاتحاد الأوروبي كسياسة منذ عام 2018. ولا تستطيع الدول الأعضاء في الاتحاد الاتفاق على ما إذا كانت ستضم مرشحين رسميين آخرين – ألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وصربيا وتركيا – إلى التكتل.