شهادة “حفار القبور” أمام الكونغرس الأمريكي .. جرائم مروعة ارتكبها نظام أسد الإرهابي

مفاجآت جديدة مروعة فجرها “حفار القبور” السوري أمام مجلس الشيوخ الأميركي أمس. فبعد شهادته التي أدلى بها أمام “محكمة جرائم الحرب في سوريا” بمدينة كوبلنز غرب ألمانيا لمحاكمة ضابط المخابرات السابق، “أنور رسلان” والتي أدانته منذ أشهر بارتكاب جرائم إنسانية، حلّ الشاهد الملك”حفّار القبور” (اسم مستعار) أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي التي خصصت جلسة لمناقشة سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه سوريا، متحدّثاً عن تفاصيل مروّعة لجرائم ارتكها نظام أسد الإرهابي بحق آلاف المدنيين، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية، بينها أطفال عذبوا حتى الموت.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن الرجل الذي لم تكشف هويته الحقيقية، القول إنه “غادر سوريا في 2018، وتحدث حينه مع آخرين فروا من البلاد مؤخرا، وأخبروه أن المقابر الجماعية لا تزال قيد الحفر”.

خلال جلسة الاستماع كان “حفار القبور” يرتدي ملابس سوداء كاملة من رأسه حتى أخمص قدميه، وتحدث عن الفظائع التي شهدها أثناء عمله كواحد من العمال المدنيين في مقبرة جماعية في سوريا خلال الفترة بين عامي 2011 إلى عام 2018.

وتقول الشبكة إن “حفار القبور” كان يعمل قبل الحرب “موظفا إداريا في بلدية دمشق”، لكن في عام 2011 وبعد اندلاع الصراع زار “مسؤولو مخابرات النظام” مكتبه وأمروه بالعمل لديهم.

وأضاف “عندما يطلب النظام شيئا ما منك، فلا يمكنك القول لا”، مبينا أنه “كانت تصل ثلاث شاحنات أسبوعيا أو مرتين في الأسبوع وهي محملة بما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح”.

وتابع “كذلك ثلاث أو أربع شاحنات صغيرة تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين تم إعدامهم في سجن صيدنايا للتخلص منها بأكثر الطرق وحشية”.

تمكن “حفار القبور” من الفرار من سوريا عام 2018 والتحق بعائلته في أوروبا.

وكان الرجل أدلى بشهادته أمام محكمة ألمانية في كوبلنز حول الفظائع التي شهدها، وقال إنه بسبب الأشخاص الآخرين الذين عمل معهم والذين فروا مؤخرا، فهو يعلم أنه لا تزال هناك مقابر جماعية يتم حفرها حتى اليوم.

وتابع: “في بعض الحالات، أعرف بالضبط المكان الذي تم تكديسهم فيه في مقابر جماعية لا تزال قيد الحفر حتى اليوم، أعرف ذلك لأن آخرين ممن عملوا معي في المقابر الجماعية قد هربوا مؤخرا وأكدوا ما نسمعه”.

وتحدث “حفار القبور” كذلك عن دور موسكو في الحرب في سوريا وقال إنه “كلما طالت الحرب واستمر الأسد في السلطة زاد تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وأضاف أن “تمكين الأسد يمكّن بوتين، أما إيقافه الأسد فسيضر بالديكتاتور الروسي.. يجب أن نتعلم من الماضي وألا ندع هذه اللحظة تتكرر مرة أخرى”.

روى “حفار القبور” الفظائع التي عاشها أثناء عمله في مواقع المقابر الجماعية، ومنها في إحدى الحالات، قيام رجل أُلقي من شاحنة مع جثث أخرى بحركة تشير إلى أنه لا يزال على قيد الحياة.

“عندما رأى أحد العمال المدنيين المشهد بدأ بالبكاء وطلب منا القيام بشيء ما”، يقول حفار القبور، مضيفا أن “ضابط استخبارات يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدهس الرجل.. لم يتردد السائق وإلا لكان التالي”.

ويتابع: “دهس سائق الجرافة الرجل وقتله.. أما الشاب الذي تجرأ على البكاء، فلم نرَه منذ ذلك الحين”.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية