تسلمت كوريا الشمالية، الخميس، الرئاسة الدورية لمؤتمر نزع السلاح الذي يتخذ من جنيف مقرا له، وفقا لممارسة دامت لعقود بين أعضاء الهيئة البالغ عددهم 65، حيث يتناوب الجميع على الرئاسة، بحسب الترتيب الأبجدي لأسماء الدول باللغة الإنكليزية.
ورغم “الطبيعة التلقائية” لرئاسة كوريا الشمالية للمؤتمر، إلا أن العشرات من المنظمات غير الحكومية طلبت من ممثلي الدول الخروج من القاعة احتجاجًا على ذلك.
اللافت أن العديد من الدول اختارت إرسال دبلوماسيين من المستوى الأدنى فقط، في حين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية، من بين دول أخرى، انتهزت الفرصة لانتقاد بيونغ يانغ علنا بخصوص تجاربها العديدة للصواريخ الباليستية واستعدادها لإجراء تجربة نووية جديدة، هي الأولى منذ عام 2017.
وقالت السفيرة الأسترالية، أماندا غوريلي، متحدثة باسم مجموعة البلدان: “ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء الإجراءات المتهورة لجمهورية كوريا الشمالية التي لا تزال تقوض بشكل خطير القيمة ذاتها لمؤتمر نزع السلاح”.
وقالت إن قرار البقاء في الغرفة لا ينبغي بأي حال تفسيره على أنه “موافقة ضمنية” على انتهاكات كوريا الشمالية للقانون الدولي.
يذكر أن الاجتماع عقد بشكل استثنائي في غرفة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن دور كوريا الشمالية جعل فائدة الهيئة موضع شك.
وقال: “من المؤكد أن هذا يثير التساؤل عندما يكون لديك نظام مثل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في منصب قيادي رفيع، وهو نظام قام بتقويض قاعدة عدم الانتشار”.
وأجرت كوريا الشمالية، إحدى أكثر الدول عسكرة في العالم، عددًا من التجارب الصاروخية منذ بداية العام.
وحذرت الولايات المتحدة ودول أخرى من أن بيونغ يانغ تستعد لأول تجربة نووية لها منذ خمس سنوات.
وفي بيان مشترك صدر الخميس، حث المجتمع الدولي كوريا الشمالية على “احترام وقف التجارب النووية”.
بعدها، أخذ هان، سفير كوريا الشمالية، الكلمة للإصرار على حق كوريا الشمالية في الدفاع عن نفسها ضد ما وصفه “التهديدات” الأميركية.
وأشار إلى أن بيونغ يانغ ظلت رسمياً في حالة حرب مع الولايات المتحدة منذ وقف إطلاق النار عام 1953 الذي أنهى وشق شبه الجزيرة الكورية.
وقال “لا يحق لأي دولة أن تنتقد أو تتدخل في سياسة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية”.
ومؤتمر نزع السلاح، ليس هيئة تابعة للأمم المتحدة ولكن يجتمع في جنيف، وهو منتدى متعدد الأطراف لنزع السلاح يعقد ثلاث دورات في السنة.
ويتفاوض المؤتمرون بشأن اتفاقات الحد من التسلح ونزع السلاح ويركزون على وقف انتشار الأسلحة النووية.