يستذكر دانيال يرغين، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجموعة “أس أند بي غلوبال” أثناء إدارته لجلسة حوارية مع بوتين في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي في 2013، عندما سأله عن “الصخر الزيتي” كمصدر غير تقليدي للنفط والغاز خاصة في ظل تقدم تقنيات الإنتاج في الولايات المتحدة، عندها ثار بوتين وصرخ: “الصخر الزيتي همجي”.
وأوضح يرغين في حديث لوكالة بلومبرغ “أن نفط الصخر الزيتي والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لهما تأثير أكبر بكثير على الجغرافيا السياسية مما يدركه الناس، إذ إنه شكل تهديدا لبوتين بطرق متعددة، خاصة وأن الغاز الطبيعي الأميركي يمكنه منافسة نظيره الروسي في أوروبا”.
ويستطرد بقوله إن “بوتين يعلم أن نفط الصخر الزيتي يمثل تهديدا له من ناحيتين، الأولى لأنه يعني أن الغاز الطبيعي الأميركي سينافس الغاز الروسي في أوروبا، وثانيا بأنه سيعزز مكانة أميركا في العالم، ويمنحها نوعا من المرونة لم تكن تتمتع بها عندما كانت تستورد 60 في المئة من نفطها”.
ويقول يرغين “إن تمكن الولايات المتحدة من أن تصبح أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، يعتبر أشبه بثورة، وما بدا أنها مزحة لن تحدث أبدا” أصبحت حقيقة، إذ “خلال ولاية حوالي ثمانية رؤساء أميركيين من ريتشارد نيكسون وصولا إلى بارك أوباما” كان الهدف “بأن نصبح مستقلين في مجال الطاقة”.
وأضاف أنه خلال تلك السنوات ظهرت تقنيات الصخر الزيتي، والتي تعتمد على نوع من “التكسير الهيدروليكي”، والتي برز من خلال الاستثمار فيها أسماء هامة مثل جورج ميتشل.
وأشار يرغين إلى أنه في مطلع القرن 21 ظهر العديد من الشركات الصغيرة التي استطاعت تكييف التكنولوجيا، من أجل إنتاج الغاز والنفط من الصخر الزيتي، إذ أصبح هناك ما يعرف بـ”ثورة الصخر الزيتي” في 2008-2009، وهو ما جعل الولايات المتحدة في ما بعد تنتقل من أنها أكبر مستهلك للطاقة لتصبح أكبر منتج للطاقة أيضا.
وحول اضطراب أسواق الطاقة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، يؤكد يرغين أن ما يحدث يشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد الأوروبي، إذ إن الدول تسارع لملء خزاناتها ليس لأغراض التدفئة في الشتاء فقط، إنما للحفاظ على عمل القطاعات الصناعية لديها.
وكان يرغين قد قال في تصريحات سابقة لصحيفة واشنطن بوست إن ما “يحدث هو إعادة ترتيب عالمية مفاجئة لأسواق الطاقة بالتحول المفاجئ عن روسيا، التي أمضت عقودا في محاولة استخدام احتياطياتها السخية من النفط والغاز للاندماج في الاقتصاد العالمي”.
وأوضح أن “هذا الأمر يحدث بشكل أسرع مما كان يتصور قبل شهرين. لقد دمر بوتين في 8 أسابيع من الحرب ما أمضى 22 عاما في بنائه”.