” القاتل سيقتل ولو بعد حين
وأعمى الروحِ والقلبِ هو الأعمى في هذا الظلام”
ناعمٌ ناعمٌ وغريب هوَ الريحانُ
طيّب ورقيق وحسّاس
والسرّ آسّ
كأنه الدمعُ وكأنّ الدمعَ منهُ الحنانُ الحواس
مائيّ منَ الروح.. بأرواحُنا
اشتقّ وجالَ وأجلى وماس
من يشتريهِ ويحميهِ
فيحمي الحياةَ
ويحرسُ أرضَنا الأمًّ من قاتليها
غنّوا معي ياشآم
ويابستانَ هشام
غنِّ معي بالحداء العظيم
ونادي
ازرع ولاتقطع
ابنِ ولاتهدمْ
أحببْ فالحبُّ رياضُ العَشّاقينَ وأرواحُ الجنْة
منْ يأتي بالوردِ نُبادِهُهُ بالرّوح
ومَنْ بالحِقدِ نَردُّ الحِقْدَ ولا نُوغلُ فيه
الريحانُ مَزِيَّتُنا والشامُ جناينُ وردِ
العشّاقِ وروحُ السّلمِ الأشواق
من قَتلوهُمْ مِنّا مازالوا فينا
مَعَنا يَحيَونَ بأجملَ منّا
ويمشونَ مراحاً هَوْناً
في شرفاتِ الجنّةِ
منْ نَقْتلُ منهمْ دفعاً وقصاصاً لا نقتلُ بَغياً أوظَنّا
نستحضرُهُم لِنُطهّرَهُم من حِقدِ التّاريخِ الأعمى
وَمِنْ غضَبِ العِنّة
نَرثي أوطاناً ركبوها قتلاً حقداً إجراماً ومصانعَ فتنةْ
الباطنُ فيهم قاتلهمْ يَقتلُنا
الظاهرُ فينا ليسَ يُرائي في أمرين اثنينِ ليخدعَ أو يُعلي وهماً أو سِجناً
أو يَعدو على أطفال الخلق الأحلى
ليعيشوا ويبنوا الشامَ وأحضانَ العزّةِ فيها
قالوا نَقُتُلُ كي لانُقَتَلَ
غَالوا حَرقاَ ونكالاً في العُزَّلِ والجَوعى المحرومين
وتَخَفّوا في جنباتِ الرُّعبِ شتاتاً
ونجونا كيْ نَحيا جَهرا
والحبُّ بلا قتلٍ يحيا جهراً
ويُباهي الوردَ بماءٍ نحياهُ وفَنّا
كيفَ يَخافُ العطرُ الزّهرُ الكنزُ النورُ المكنونُ جباناً يتوَلّى
والظلمةُ من ليلِ الحقدِ لمنْ زرعوها
لتكونَ حصادَ ضمائرِهمْ وعماءَ الليلِ المجنون
خافوا..
ماجَبُنَ القلبُ وماخفنا
زَرَعوا الموتَ وماتوا هلعاً قهراً وزَرَعنا الجنّةَ شاماً ونعيماً رُكنا
ماتوا.. عِشْنا خُلودا وعِناقا للمجدِ
من قالَ هَرِمْنا أو متنا
زالوا وبادوا
ومازلنا عشّاقا
هل سَمعَ السيّافُ القاتلُ في مُصْطَنَعِ القَتلِ الأعمى كي لايُقْتَلَ.. ثم انكفأ وماتَ زنيماً أزنى
نُقْتُلُ نحنُ ولا نَقْتُلُ إلا الغدرَ ومنْ يَقتُلُنا نرديه قتيلا
القاتلُ نَقْتُلهُ دَفعاً ليعيشَ الحبُّ ولانَقْتُلُ إيمانا
ولا غَصْباً للكونِ.. ومن يعدو يُمحى ويَفْنَى
من قتلوهم منّا مازالوا معنا يَحْيونَ وفي أحضانِ الجنّة